عام على الثورات في العالم العربي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      في هذا الشهر يمر عام على التظاهرات في تونس التي كانت السبب في موجة الثورات التي حملت اسم "الربيع العربي"، والتي سرعان ما تحولت إلى "خريف إسلامي". فقد انتقلت التظاهرات من تونس إلى مصر واليمن وليبيا وسورية والسعودية والبحرين والمغرب، واختلفت تجربة كل دولة من هذه الدول عن الأخرى، لكنها اضطرت كلها إلى تغيير بنية النظام وعلاقة السلطة المركزية بمواطنيها. وما زالت هذه الثورات في بداياتها، ومن شأن الانسحاب الأميركي من العراق، وكيفية حل الأزمة النووية الإيرانية، أن يؤثر أيضاً في موازين القوى وأن يتركا آثاراً قد تستمر لأعوام كثيرة.

·      نستطيع اليوم أن نجري تقويماً مرحلياً لما يحدث. إن نظرة شاملة إلى الأحداث من شأنها أن تظهر حقيقة مهمة، وهي أن الإسلام الراديكالي يواصل تقدمه الإقليمي والعالمي، إذ إن معظم الأنظمة الجديدة في الدول العربية التي شهدت ثورات هي أنظمة إسلامية. ففي مصر يتبلور نظام إسلامي- راديكالي ديني معارض للنظام السابق ومعاد لحلفاء هذا النظام، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل. وربما يفضل الزعماء الإسلاميون الجدد في مصر، حالياً، استخدام كل الوسائل الديمقراطية والدبلوماسية للحؤول دون تقليص المساعدة الأميركية، ومن أجل الحصول على الشرعية الدولية، على أمل أن يحاولوا لاحقاً إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، أو العمل على إضعافه من خلال إحلال الفوضى في سيناء.

·      لقد أدى فوز الإسلام السياسي في الدول العربية إلى نشوء وضع استراتيجي جديد تماماً في المنطقة. إن الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط تتركز في أربعة معابر استراتيجية، هي: المضائق التركية؛ قناة السويس؛ مضائق باب المندب؛ مضائق هرمز. وتقع هذه المعابر جميعها، اليوم، تحت سيطرة الحكومات الإسلامية، الأمر الذي يشكل خطراً استراتيجياً مباشراً. غير أن التهديد بإغلاق مضيق من هذه المضائق البحرية لا يشكل خطراً على إسرائيل وحدها، بل أيضاً على روسيا التي تعتبر بقاء المضائق التركية مفتوحة مصلحة عليا بالنسبة إليها لأن جميع موانئها تتوقف عن العمل في الشتاء بسبب الجليد.

·      وثمة أهمية خاصة لمضائق هرمز بالنسبة إلى سوق الوقود، إذ يمر نحو 40٪ من النفط عبر الناقلات من خلال هذه المضائق. كذلك هناك أهمية كبيرة لقناة السويس ومضيق باب المندب بالنسبة إلى العديد من الدول، ولا سيما إسرائيل والسعودية التي لا منفذ لها على البحر إلاّ من خلال هذه المضائق. ويشكل هذا الوضع تهديداً لإسرائيل يجب الاستعداد لمواجهته، لكنه، في المقابل، قد يشكل فرصة بالنسبة إليها من أجل العمل على تحقيق المصلحة المشتركة بينها وبين السعودية والدول المستهلكة للنفط من خلال إنشاء تحالف خاص، علني أو سري، في هذا الشأن.