ليفني التقت عباس في العاصمة الأردنية وحثته على استئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عقدت زعيمة المعارضة الإسرائيلية عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما]، أمس (الأربعاء)، لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الأردنية، عمان، اشترك فيه من حزب كاديما عضو الكنيست روني بار - أون، والوزيران السابقان تساحي هنغبي وحاييم رامون.

وخلال اللقاء قالت ليفني لعباس إن على السلطة الفلسطينية أن تستأنف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، وإن الخطوات الأحادية الجانب لن تؤدي إلى إنهاء النزاع. 

وخاطبت ليفني عباس قائلة: "لا تسمحوا للقوى الإسلامية المتطرفة أن تكتسحكم أنتم أيضاً. إن الشرق الأوسط يتغير، والجمود المسيطر على العملية السياسية يخدم المتطرفين الذين يستغلون النزاع [الإسرائيلي - الفلسطيني] في شوارع العالم العربي، ويجب العمل الآن من خلال أقصى التعاون لمواجهة القوى الإسلامية المتطرفة، وقد أصبح واضحاً للجميع أن إجراء مفاوضات جادة بشأن التسوية من شأنه أن يخفف ألسنة النيران."

وتطرقت ليفني إلى اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" فقالت إنه لا يجوز إتاحة المجال أمام هذه الحركة لفرض جدول أعمالها من خلال تشكيل حكومة مشتركة معها، مشددة على أنه ليس هناك أي احتمال للتوصل إلى سلام مع حكومة كهذه في حال تشكيلها.

وأكدت ليفني أنه قبل الإقدام على تشكيل حكومة مع "حماس"، وإزاء التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وبدلاً من الخطوات الفلسطينية الأحادية الجانب في الأمم المتحدة، يجب البدء بمفاوضات مباشرة قبل أن يصبح الوقت متأخراً جداً.

من ناحيته قال عباس إن خيار السلام والمفاوضات يعتبر الطريق الوحيدة لتحقيق مبدأ حل الدولتين على أساس حدود 1967، ولحل قضايا الوضع النهائي كافة، بما في ذلك القدس واللاجئون والحدود والاستيطان والأمن، فضلاً عن أنها الطريق الوحيدة التي تؤدي إلى إنهاء الصراع.

وأضاف: "إن سعينا للحصول على العضوية في الأمم المتحدة لا يهدف إلى عزل إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، وإنما يهدف إلى حماية خيار الدولتين على أساس حدود 1967"، مشدداً "على وجوب التزام الجانبين تنفيذ ما عليهما من التزامات بموجب المرحلة الأولى من خريطة الطريق، وتحديداً وقف الاستيطان وقبول مبدأ الدولتين وفق حدود 1967."

وأكد عباس أن المصالحة الفلسطينية هي "مصلحة فلسطينية عليا ونقطة ارتكاز لعملية السلام"، وشدد على أن الحكومة الفلسطينية التي سيتم تشكيلها من تكنوقراط ومستقلين ستلتزم المبادئ التي يلتزم هو بها، وتحديداً قبول الاتفاقيات الموقعة، ومبدأ الدولتين، والتزام خيار السلام، ونبذ العنف.

وقالت ليفني في تصريحات خاصة أدلت بها إلى صحيفة "هآرتس" في إثر هذا اللقاء إن هناك إمكاناً لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من دون أن تكون إسرائيل مطالبة بالإقدام على أمور لا يمكنها أن تتعايش معها، وشددت على أنه يجب استئناف المفاوضات على وجه السرعة قبل أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر.

من ناحية أخرى، أكدت ليفني في التصريحات نفسها أنه كان من المهم أن تعرب لعباس شخصياً عن معارضتها ومعارضة حزبها [كاديما] تشكيل حكومة وحدة بين حركتي "فتح" و"حماس" كي يدرك أن معارضة هذه الخطوة في إسرائيل غير منحصرة في الائتلاف الحكومي فحسب، بل تشمل أيضاً المعارضة.

وقالت ليفني إنها بلغت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنها ستعقد لقاء مع عباس قبل أن تتوجه للقائه، وإنه من المقرر أن تضع نتنياهو في صورة ما جرى فيه في غضون الأيام القليلة المقبلة.