· لا شك في أن العقوبات القاسية المفروضة على إيران تلحق أضراراً كبيرة باقتصادها، إذ إنها تؤدي إلى خسارتها نحو 130 مليون دولار يومياً جراء عدم تمكنها من بيع نفطها. غير أن هذه الأضرار تنعكس أساساً على المواطن الإيراني العادي فقط، ذلك بأن النظام في طهران ما زال يملك الأموال الطائلة، وما زالت دول عديدة تستورد منه كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، كما أن التجارة البرية مع الدول المحاذية لإيران ما زالت منتعشة وتدر على هذا النظام أموالاً كثيرة.
· وفي ضوء ذلك، فإن جميع الفئات المقربة من النظام الإيراني لا تكاد تشعر بالأزمة الاقتصادية الحادة التي تجتاح البلد تحت وطأة العقوبات القاسية المفروضة عليه.
· وليس من المبالغة القول إن التظاهرات الشعبية التي اندلعت في إيران منذ أمس (الأربعاء) تهدف إلى الاحتجاج على الأوضاع السياسية الداخلية، ولا سيما قمع حرية التعبير عن الرأي، وإلى الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية - الاجتماعية التي تؤدي إلى تعميق الفجوات بين فئات الشعب المتعددة، وإلى الاحتجاج على الأوضاع الدينية والثقافية.
· إن السؤال المطروح الآن هو: كيف ستحاول الولايات المتحدة وحليفاتها استغلال هذه الأوضاع من أجل تعزيز قوة حملة الاحتجاج الشعبية وحثها على إحداث تغيير جذري في إيران؟ ومعروف أن كثيرين من المسؤولين في الولايات المتحدة والعالم الغربي يعربون في الآونة الأخيرة عن الندم جراء عدم استغلال التظاهرات الشعبية التي اندلعت في إيران سنة 2009 احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية من أجل تغيير النظام الحاكم في طهران.