عودة إلى الحوار
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يمكن أن نرى صفقة تبادل الأسرى والرفات بين إسرائيل وحزب الله في سياقها الأوسع، وهو سياق سقوط الجدران المنتصبة أمام الحوار، وذلك بعد بضعة أعوام من المقاطعة والانعزال. فقد جددت إسرائيل المحادثات مع سورية، وتوصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس" في غزة، وتبادلت الأسرى مع حزب الله، وعرضت مفاوضات على لبنان بشأن مزارع شبعا، و ذلك كله إلى جانب مفاوضات مع السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالحل الدائم. كما أن الإدارة الأميركية انضمت إلى المحادثات التي يجريها الأوروبيون مع إيران بشأن مشروعها النووي، وأوضحت أنها تعارض هجومًا إسرائيليًا على المنشآت النووية الإيرانية.

·       ماذا يحدث هنا؟ هل يحاول جورج بوش وإيهود أولمرت، عشية انتهاء ولايتيهما، أن يبذلا كل ما في وسعهما من أجل تحقيق إنجاز سياسي، وعدم دخول التاريخ باعتبارهما زعيمَي حروب فاشلة؟ أو أنهما، بكل بساطة، أدركا حدود قوتهما، واضطرا إلى التحادث مع "محور الشرّ"، من دون أن يغيّر العدو سلوكه؟

·       يتعين على الذي يبحث عن إثباتات على تغيير سياسة أولمرت أن يعود إلى خطاباته قبل أكثر من عامين، في إبان اختطاف الجنود الإسرائيليين واحتجازهم في غزة ولبنان. فقد بدا، في هذه الخطابات، أنه يؤمن، جدياً، بأنه إذا قام بالرد بكل قوة، فسينجح في أن يكسر تقاليد أسلافه، وفي أن يغيّر "قواعد اللعبة" [مع لبنان]. إن أقواله في تلك الخطابات تبدو الآن جوفاء وساذجة.

·       لقد دفعت إسرائيل ثمن عملية اختطاف الجنديين [إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف] ويلات جلبتها لنفسها عندما شنت حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]. إن الإفراج عن سمير القنطار مع بضعة أسرى آخرين وعدد من الجثامين، وكذلك الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذي لا بد أن يأتي في أعقابه، ليسا إلا دفعة في سياق هذا الثمن.