القنصل الإسرائيلي العام في بوسطن: أسلوب التعامل مع الولايات المتحدة يلحق بنا "ضرراً استراتيجياً"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وجّه قنصل إسرائيل في بوسطن نداف تامير انتقادات حداة إلى أسلوب إدارة الحكومة الإسرائيلية لعلاقاتها مع الولايات المتحدة. ولقد أذاعت قناة التلفزة العاشرة مضمون المذكرة التي أرسلها، والتي قال فيها إن طريقة التعامل مع الولايات المتحدة تتسبب بضرر استراتيجي سواء من زاوية التقارب في التنسيق السياسي، أو من ناحية تأييد الرأي العام الأميركي لإسرائيل.

ويُعتبر تامير ديبلوماسي من الدرجة المتوسطة في وزراة الخارجية، وقد عمل قنصلاً عاماً في بوسطن خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكان، في إطار عمله مسؤولاً عن العلاقة بالجالية اليهودية في بوسطن، وبالشخصيات الأميركية السياسية المحلية، وعن الدعاية داخل المؤسسات الأكاديمية في بوسطن.

ولقد كتب الديبلوماسي الإسرائيلي في مذكرته أنه على الرغم من التباين في الآراء في الماضي بين الحكومات الإسرائيلية والإدارات الأميركية، فإن التنسيق ظل قائماً في القضايا الحساسة بحيث لم تتضرر صورة " العلاقات المميزة" بين الدولتين. و كان واضحاً بالنسبة إلى متخذي القرارات أن الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا، وأنه من الضروري أن نضحي بالمسائل التكتيكية لمصلحة العلاقات الاستراتيجية.

ويضيف تامير أن تصوير وسائل الإعلام وجود مواجهة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتسبب بضرر ربما يصبح أخطر في المستقبل. ويسود شعور داخل أوساط أميركية كثيرة أنه في الوقت الذي تحاول فيه إدارة أوباما السعي لحل النزاعات في العالم، تجد نفسها في مواجهة مع رفض الأنظمة في إيران و كوريا الشمالية وإسرائيل.

وأشار القنصل إلى الأذى الذي لحق بالجالية اليهودية في الولايات المتحدة جراء الوضع، والتي باتت اليوم في وضع صعب. فالتوتر في العلاقات بين البلدين يبعد، في رأيه، كثيرين منهم عن إسرائيل.

كما شدد تامير على أن التباعد الحاصل بين الإدراة الأميركية والحكومة الإسرائيلية سيكون له انعكاساته على تراجع مكانة إسرائيل في العالم... وفي رأيه، فإن في إمكان إسرائيل الاستفادة من التحرك الأميركي في الشرق الأوسط. وقال أيضاً، إنه من المؤسف أننا نعمل لإبراز مشكلات تكتيكية ثانوية على حساب تحرك استراتيجي إيجابي، كما تقدّم بمجموعة من الاقتراحات لتغيير التعامل مع إدراة أوباما، ورأى أن على إسرائيل التشديد على تأييدها "حل الدولتين لشعبين" بطريقة أكثر إقناعاً بحيث لا تبدو كأنها خضعت للضغط الأميركي. وأشار إلى ضرورة معالجة عدم الاتفاق في موضوع البناء في المستوطنات بعيداً عن الإعلام.