بدأ الوقت ينفذ، وإسرائيل قررت عدم الاعتماد على الأمم المتحدة فقط في مسألة العقوبات على إيران. ويجري في هذه الفترة تحرك ديبلوماسي نشيط مع عدد من الدول النافذة في العالم في محاولة لحملها على فرض عقوبات على إيران، حتى لو لم يتخذ مجلس الأمن قراراً دولياً بهذا الشأن.
وتعمل إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول ذات النفوذ في أوروبا بالإضافة الى أستراليا وكندا، من أجل تشديد الحصار الاقتصادي والعقوبات على إيران. أما المخطط الذي تنوي إسرائيل اتباعه فهو زعزعة استقرار النظام الإيراني، الذي بدا أكثر ضعفاً مما كان يعتقد الغرب حتى اليوم، لدفعه إلى الاختيار بين المحافظة على بقاء النظام وبين المشروع النووي.
ويُجري كل من رئيس الحكومة ووزيرا الخارجية والدفاع في المدة الأخيرة مداولات بشأن "اليوم التالي" لفشل المحادثات بين إدارة أوباما وأحمدي نجاد، الأمر الذي يمكن أن يحدث، وفقاً للأميركيين، خلال الشهر المقبل. ويتم جزء من هذه المداولات في هيئة الوزراء الستة التي تضم أيضاً دان ميردور، وموشيه يعالون، وبـِني بيغن، وقد بحثت في هذه النقاشات احتمالات الردود الإسرائيلية على مثل هذا الوضع.
وفي إحدى الجلسات، تحدث وزير الخارجية عن التخوف من قيام الصين، وربما روسيا، بمنع مجلس الأمن من فرض عقوبات صارمة على إيران. ويستند هذا التخوف إلى الصعوبات التي برزت في الماضي خلال الجولات الأربع السابقة لفرض العقوبات على طهران حين اتخذت كل من بيجين و موسكو موقفاً مختلفاً، ولم تسارعا إلى العمل على وقف امتلاك نظام آيات الله السلاحَ النووي.
وذكر ليبرمان في إحدى الجلسات المغلقة أن موعد البدء بالعمل خارج إطار الأمم المتحدة يجب أن يتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية في أيلول/ سبتمبر. وفي حال فشل الحوار بين أوباما وإيران، وعرقلت بيجين وموسكو فرض مجلس الأمن عقوبات صارمة، فإنه يجب، بحسب رأيه فرض حصار على إيران من جانب كل دولة من الدول الغربية على حدة، لكن ضمن إطار من التنسيق الوثيق.
وقال ليبرمان إن من الضروري في هذا المسعى إشراك دول خارج إطار الأمم المتحدة، مثل دول الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا، وطبعاً الولايات المتحدة التي ستقود هذه الحملة. وفي ضوء ذلك، أُرسلت تعليمات إلى الممثليات الإسرائيلية في العالم للعمل من أجل بلورة خطوات عملية يمكن لكل دولة أن تتخذها مباشرة ضد إيران، ومن دون تدخل مجلس الأمن.
والآن، لدى النظر في احتمال فرض حصار بحري دولي (blockade) على إيران لوقف مشروعها النووي، فإن التقدير في القدس هو أن الصين وروسيا ستحولان دون حدوث حصار فعّال، لأن مثل هذا الحصار في رأي مصادر في القدس سيلحق ضرراً بقطاع تصدير النفط الإيراني، وسيمنع نقل البضائع إلى المرافىء وتصديرها إلى الخارج.
وفي تقدير أوساط رفيعة المستوى في القدس أن إجراء فعالاً فقط من شأنه أن يشكل خطراً حقيقياً على نظام أحمدي نجاد الضعيف، وهذه مرحلة تسبق احتمالات توجه الغرب نحو استخدام القوة.
إن الحصار الحقيقي في رأي إسرائيل، ربما يؤدي إلى واحد من أمرين: وقف أحمدي نجاد لمشروعه النووي كي لا يخسر السلطة في طهران، أو قيام الشعب الإيراني المنفتح والعارف بما يجري في العالم الحر بالتحرك لتغيير نظام آيات الله على غرار ما حدث بعد الانتخابات الأخيرة. وتأمل إسرائيل بأن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالتابعين لإيران في المنطقة، أي "حزب الله" و"حماس".