حزب العمل بحاجة إلى رؤية جديدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      على الرغم من الحل الوسط، الذي تم التوصل إليه أمس بين رئيس حزب العمل، إيهود باراك، والمعارضين له [وفحواه إرجاء الانتخابات التمهيدية لاختيار رئيس الحزب إلى سنة 2012]، فإن الحزب لن يحقق شيئاً من استمرار بقائه في صفوف الحكومة الإسرائيلية اليمينية باستثناء تقلد المناصب الوزارية. في الوقت نفسه، فإن الجلوس في الحكومة لا يعتبر سبباً كافياً للتخلي عن القيم كلها، التي كانت تميز هذا الحزب.

·      إن حزب العمل يُمنى بالفشل، المرة تلو الأخرى، في استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي العريض لأنه لم يعد يطرح رؤية يؤمن بها ومستعد للكفاح من أجلها. وبدلاً من ذلك راح يبحث عن حلول سحرية موقتة متوهماً أن في إمكان حلول كهذه أن تعيده إلى سدّة الحكم.

·      وما حدث الآن هو أن حزب العمل اختفى كلياً من ميدان العمل السياسي، ولذا لا عجب في أنه لم يعد يشكل مصدر استقطاب للقوى الشابة.

·      إذا كنا راغبين فعلاً في أن يستعيد حزب العمل دوره التاريخي فإن ما يتعين علينا فعله هو أن نُسمع صوتنا العالي والواضح ضد رجعية اليمين الإسرائيلي، وأن نطرح أنفسنا كبديل سويّ وديمقراطي وليبرالي من هذا اليمين.

·      إن نهضة حزب العمل وتجدده مرهونان بإدراك أعضاء الحزب كلهم أن الوقت حان لإجراء محاسبة ذاتية عسيرة وحقيقية من أجل استيضاح أسباب الفشل.

·      أمّا الفرضية القائلة إن في إمكان حزب العمل أن يمارس من داخل الحكومة دوراً أكثر تأثيراً، فليست سوى مجرد وهم، وهي في واقع الأمر تعبير عن إفلاس أخلاقي ونظري. كما أن النتيجة التي ترتبت على ذلك هي فقدان صدقية الحزب في البلد والعالم أجمع، وربما الأهم من ذلك هو فقدان الأمل الذي كان الحزب يبثه في السابق. إن أكثر ما نحتاج إليه في الوقت الحالي هو رؤية تستجيب للواقع الجديد، وتؤكد بوضوح كامل أن الحل الدائم للنزاع [مع الفلسطينيين] يستلزم العودة إلى حدود 1967 مع تعديلات طفيفة، وتحارب الفساد الذي يؤدي إلى تدمير الدولة من الداخل.