تجار أسلحة إسرائيليون ينضمون إلى وفد ليبرمان في زيارته لإفريقيا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يبدي وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان اهتماماً كبيراً بإفريقيا وباستعادة مكانة إسرائيل فيها، فقد قال لصحيفة "هآرتس" خلال الأسبوع الجاري، وعقب عودته من جولة في أميركا اللاتينية: "للأسف الشديد، إن إسرائيل غائبة منذ أعوام عديدة عن القارتين الأميركية والإفريقية، وليس لديها وجود كافٍ هناك". ويخطط ليبرمان للقيام بجولة واسعة وغير عادية في إفريقيا خلال الشهر المقبل، يزور خلالها كلاً من إثيوبيا، وأنغولا، ونيجيريا، وأوغندا، وكينيا.

في العقود السابقة، ومنذ أن اعتبرت [رئيسة الحكومة السابقة] غولدا مئير إفريقيا هدفاً مهماً للدبلوماسية الإسرائيلية، استغلت إسرائيل المزايا التي توفرّت في إفريقيا، وقدمت إلى دولها النامية مساعدات زراعية وفنية سخية، كما أنها باعتها وراء الكواليس، أسلحة، وأرسلت إليها خبراء عسكريين. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تمول سراً أنشطة مختلفة في القارة، وكان التمويل ينقل عبر النقابات المهنية الأميركية إلى الهستدروت [الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية] ومنه إلى إفريقيا. وقد استخدمت تلك الأموال، بين أمور أخرى، في نشر مجموعة مذهلة من عملاء الموساد في الدول الإفريقية.

وكان القرن الإفريقي يشكل أهمية خاصة بالنسبة إلى الوضع الجيو ـ استراتيجي لإسرائيل، إذ إن دول القرن الإفريقي ـ إثيوبيا وكينيا والسودان ـ تسيطر على خطوط الملاحة إلى إيلات، كما أنها قريبة من مصر واليمن والمملكة العربية السعودية. وهذا الأمر وفر لعملاء الموساد وضباط الجيش الإسرائيلي ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة الإفريقية، فوفقاً لمنشورات مختلفة، شارك الإسرائيليون في انقلابات في أوغندا وزنجبار، أو كانوا على الأقل على علم مسبق بها.

وقد أكد ليبرمان أن "الهدف من زيارتي هو إثبات الوجود الإسرائيلي في إفريقيا، وأريد أن أقول للقادة الذين سألتقيهم إن إفريقيا مهمة بالنسبة إلى إسرائيل. علينا ألاّ نغفل عن هذه البلاد، ولا سيما في ضوء الجهود التي تبذلها دول مثل إيران للتأثير وترسيخ أقدامها فيها". وقال إن زيارته ستوفر دفعة دبلوماسية قوية للعلاقات الاقتصادية والأمنية القائمة بين تلك الدول وإسرائيل.

إن "الإسرائيلي البشع"، أي تاجر السلاح (تجار السلاح، في معظمهم، مسؤولون سابقون في الاستخبارات والجيش)، الذي يروج لبيع الأسلحة لمصلحة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بدعم من المؤسسة الأمنية، أوجد لإسرائيل سمعة سيئة على مستوى العالم. بالإضافة إلى ذلك، كان الإسرائيليون ضالعين في حروب أهلية (في أنغولا وليبيريا وسيراليون وساحل العاج)، وفي مساعدة الأنظمة الديكتاتورية كما هو الحال في غينيا الاستوائية وجمهوريتي الكونغو.

ومن الأمثلة على ذلك، الصفقة التي أبرمت مؤخراً بين شركة صناعة السفن الإسرائيلية ووزارة الدفاع النيجيرية لتزويد الأخيرة بزورقين حربيين من طراز "شلداغ". وتبلغ قيمة الصفقة، وفقاً لميزانية سلاح البحرية النيجيرية، 25 مليون دولار، وقد تم تسليم نيجيريا زورقاً واحداً حتى الآن، وجرى تدريب الطواقم النيجيرية في إسرائيل، وسيقوم مدربون إسرائيليون بإعطاء مزيد من دورات التدريب في نيجيريا.

هذه الصفقة وغيرها تضع إسرلئيل في موقع طرف يتدخل في نزاع نيجيري داخلي يمكن أن يقود إلى حرب أهلية، فالزوارق والمعدات الاستخباراتية مخصصة لاستخدام القوات النيجيرية ضد المتمردين في منطقة دلتا نهر النيجر.

ويزمع ليبرمان أن يأخذ معه العشرات من رجال الأعمال، ومعظمهم تجار أسلحة، وكذلك مستشارين أمنيين وممثلين عن الصناعات العسكرية. لكن ربما يكون من الأفضل لوزير الخارجية أن يسير على خطى غولدا مئير، فيضع المزيد من المستشارين الزراعيين وخبراء الطب والتعليم في الواجهة الدبلوماسية، بدلاً من تجار الأسلحة.