الولايات المتحدة تطلب من نتنياهو التعهد بتجميد البناء في المستوطنات عاماً واحداً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

طلب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك "وديعة" بشأن تجميد البناء في المستوطنات عاماً واحداً. وذكر ميتشل أنه سيتمكن، بواسطة الوديعة، من إحداث اختراق في الجمود الذي يسيطر على العملية السياسية، ومن تغيير المواقف السلبية للدول العربية فيما يتعلق بتقديم بادرت حسن نية تجاه إسرائيل على صعيد تطبيع العلاقات.

فخلال زيارة ميتشل لإسرائيل الأسبوع الفائت، التقى كلاً من نتنياهو وباراك وطرح أمامهما مسألة الوديعة. وقال ميتشل خلال المحادثات إن الدول العربية ترفض القيام ببادرات حسن نية تجاه إسرائيل إلى أن تتأكد من أنها ستجمد البناء في المستوطنات. وعليه، أكد ميتشل أنه بحاجة إلى وديعة، في هيئة موافقة إسرائيلية على تجميد موقت للبناء، كي ينتزع تنازلات مقابلة من الدول العربية.

وذكر مصدر سياسي رفيع المستوى أن نتنياهو وباراك لم يرفضا طلب ميتشل المتعلق بالوديعة، لكنهما اختلفا معه بشأن مضمونها في عدد من النقاط:

·      مدة التجميد ـ طلب ميتشل تجميد البناء في المستوطنات عاماً واحداً على الأقل، غير أن إسرائيل لا توافق إلاّ على نصف عام كحد أقصى؛

·      ماذا سيحدث بعد انتهاء فترة التجميد ـ لم يقدّم الأميركيون بعد إجابة واضحة في هذا الشأن، غير أن إسرائيل معنية بالحصول على تعهد أميركي ببلورة تفاهمات جديدة بشأن موضوع البناء بعد انتهاء فترة التجميد، على غرار تفاهمات بوش ـ أولمرت؛

·      مصير 2500 وحدة سكنية هي في طور البناء الآن ـ إسرائيل معنية بإكمال بناء الوحدات السكنية جميعها، غير أن ميتشل معني بتقليص العدد قدر المستطاع.

وستواصل إسرائيل والولايات المتحدة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، المفاوضات بشأن مسألة الوديعة، ففي 26 آب/ أغسطس، سيلتقي نتنياهو وميتشل في لندن لإجراء جولة أخرى من المحادثات. وتوقع مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس أن يتوصل الطرفان، في ختام اللقاء، إلى تفاهمات بشأن موضوع المستوطنات.

وقد عرض الأميركيون مسألة الوديعة خلال اجتماع ممثلي اللجنة الرباعية الذي عُقد في القدس الجمعة الفائت، وقال نائب ميتشل، ديفيد هيل، خلال الجلسة، إن الإدارة الأميركية تحاول الحصول على وديعة مماثلة من الدول العربية أيضاً.

وأكد ممثلو الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا أنه يجب "البدء بالتحدث عن المرحلة التالية ـ استئناف مفاوضات السلام ـ بالإضافة إلى تحديد جدول زمني، وتعيين طرف يقوم بدور الوساطة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقال هيل إننا "لا نريد إعلان صيغة كهذه على الملأ في المستقبل القريب لأن هذا الأمر من شأنه أن يضر بالمفاوضات".