حزب الله رمّم قوته لكنه ما زال يخشى الرد الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا يزال ميزان حرب لبنان الثانية، بعد مرور عامين على اندلاعها، سلبياً من ناحية إسرائيل، وعلى ما يبدو فإن تعديله يصبح أكثر تعقيداً بمرور الزمن. إن أناساً قليلين فقط لا يوافقون الآن على أن إهمال التدريبات في الجيش الإسرائيلي، خلال الأعوام التي سبقت الحرب، هو نقطة الضعف التي جعلت إسرائيل تتكبد ثمناً باهظاً. كما أن الأشخاص، الذين يحاولون أن يبرروا قرارات كبار القادة العسكريين في إبان الحرب، هم قليلون للغاية.

·       في مقابل ذلك فإن الصورة المتعلقة بوضع قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة متناقضة. إن الردع هو قضية مركزية، لأنه يحسم موضوع اندلاع حرب مقبلة، وموعد اندلاعها. بعد انتهاء الحرب مباشرة شاعت تقديرات فحواها أن انكشاف ضعف الحكومة والجيش سيؤدي إلى شن هجوم على إسرائيل. غير أن ذلك لم يحدث إلى الآن، على الرغم من أن إسرائيل وفرت ذريعة، على الأقل لسورية، من أجل شن هجوم كهذا، من خلال الغارة الجوية عليها في أيلول/ سبتمبر الماضي. ولا يجوز أن نتغاضى عن أن حزب الله يمتنع، منذ عامين، من القيام بأي استفزاز على طول الحدود.

·       يبدو أن إسرائيل لم تستوعب تأثير الضرر، الذي ألحقته بتجمعات السكان الشيعة في لبنان. إن الرسالة الإسرائيلية، التي حذرت من أن أي جولة حربية أخرى ستؤدي إلى دمار أكبر، مفهومة في بيروت أكثر من القدس. إن الخوف من ضربة كهذه هو أحد العوامل التي تكبح حزب الله في الوقت الحالي.

·       إن ما يتصدر الميزان السلبي للحرب هو الانهيار شبه المطلق للتسوية، بحسب ما تم صوغها في قرار مجلس الأمن رقم 1701. وعلى الرغم من أن وجود حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل تراجع كثيراً، إلا إنه أعاد ترميم بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان. إن السؤال المطروح الآن هو: كيف سيتصرف حزب الله بعد أن يستكمل صفقة تبادل الأسرى، على ما يبدو في الأسبوع المقبل؟ الاعتقاد السائد لدى الجيش الإسرائيلي هو أنه سيواصل الحفاظ على انضباطه.