إسرائيل مشلولة على مدار العامين الفائتين بسبب مؤسستها السياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       غداً تحل ذكرى مرور عامين على اندلاع حرب لبنان الثانية. إن الأمر الأبرز هو أن هذه الحرب وتداعياتها أديا إلى شل الدولة على مدار العامين الفائتين. وبعد أن لعقنا جروح الحرب، تورط رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في شبهات جنائية، وبات وزراؤه في معظمهم غير راغبين في بقائه. أما إيهود باراك، الذي أصبح مقبولاً كوزير دفاع، فلم يصل إلى مكانة الرجل القوي في الحكومة.

·       قبل فترة وجيزة نشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية الأسبوعية تحقيقاً صحافياً مطولاً بمناسبة مرور 60 عاماً على إقامة إسرائيل، قالت فيه إن أكثر ما يشل إسرائيل هو مؤسستها السياسية. وقبل ثلاثة عقود درج [وزير الخارجية الأميركية الأسبق] هنري كيسنجر على القول إن إسرائيل تملك سياسة داخلية فقط، لا سياسة خارجية.

·       من أجل أن نواجه المخاطر المحدقة بنـا يتعين علينـا أن نركز على بضع قضايا: 1ـ على الجمهور الإسرائيلي العريض أن يدرك واقع أننا مضطرون إلى أن نستمر في العيش على رؤوس الحراب؛ 2ـ إن إسرائيل بحاجة إلى قيادة سياسية - أمنية يمكن التعويل عليها، تقوّم الوضع بصورة صحيحة، وتعرف ما الذي يتعين عليها القيام به؛ 3ـ يجب أن نبذل الجهود من أجل إخراج سورية من المحور الراديكالي، وبذلك نضعف إيران وحزب الله؛ 4ـ علينا أن نتصرف بحكمة مع إيران، والأهم من ذلك أن ندرك أنه في حالة اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية ضدها، يجب أن نتخذه بعد تفكير عميق فقط.

·       يبقى الأهم من ذلك كله أن نهيئ الرأي العام عندنا لفكرة أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية ستكون الجبهة الرئيسية في أي عملية عسكرية أو حرب أو تدهور مقبل. كما يتعين على الحكومة المقبلة، التي ستكون على ما يبدو من دون أولمرت، أن تطلق مبادرة سياسية جديدة وشجاعة للتسوية مع الفلسطينيين. يجوز، إذا ما نظرنا إلى الوراء، أن إسرائيل ارتكبت خطأً عندما لم توقّع تسوية مع [الرئيس الفلسطيني الراحل] ياسر عرفات، بعد اتفاق أوسلو. إن المفهوم السائد لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في الوقت الحالي، هو أنه لا يوجد احتمال للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل القريب.

·       هناك أهمية كبيرة بأن تتسلم دفة الحكم، في هذه الفترة الحافلة بالتحديات، قيادة تملك التفويض الأخلاقي والشعبي لاتخاذ قرارات صعبة. وعندما يتم استبدال أولمرت سيحين الوقت لإقامة حكومة وحدة وطنية، لا لصفقات حزبية ضيقة.