· تشهد سورية كارثة اقتصادية، ولا توجد تسمية أخرى يمكن أن تنطبق على ما يبذل النظام السوري كل ما في وسعه من أجل إخفائه. إن سورية آخذة في الجفاف، وقد اضطر ما لا يقل عن ربع مليون مزارع، خلال الأعوام الثلاثة الفائتة، إلى ترك أراضيهم الزراعية والهجرة إلى المدن الكبرى، حيث يعيشون في خيام بعد أن تخلت السلطات عنهم تماماً. وقد ظهرت هذه المعطيات في بحث خاص أجرته الأمم المتحدة ونُشر في موقع قناة العربية.
· إن نهر الفرات العظيم، والذي يعتبر المصدر الرئيسي للمياه في سورية، آخذ في الجفاف. فالأتراك يستغلون الجزء الأكبر من مياهه قبل أن يغادر أراضيهم، وبالتالي لا يصل سوى جزء صغير منها إلى سورية، وبعد ذلك إلى العراق. وفي غضون عشرة أعوام لن يكون فيه مياه تصل إلى خارج حدود تركيا. من ناحية أخرى فإن نهر العاصي، الذي يعتبر مصدراً مهماً آخر للمياه في سورية، آخذ هو أيضاً في الجفاف. كما أن كلا النهرين يعاني ارتفاع ملوحة المياه.
· ويشكل الأكراد الجزء الأكبر من الفلاحين، الذين يتركون أراضيهم الزراعية، وهو ما يضفي على المشكلة بعداً طائفياً. ولا بُد هنا من التنويه بأن حزب البعث الحاكم يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المشكلة، وذلك بسبب قرار اتخذه قبل 60 عاماً قضى باستغلال غير صحيح لمصادر المياه من أجل جعل سورية دولة مصدِّرة للمنتوجات الزراعية.
· بناء على ذلك، فإن لدى سورية مصلحة كبيرة في الاقتراب من بحيرة طبرية، وذلك كي تضخ المياه منها لريّ الأراضي الزراعية في مناطق دمشق وحلب وحمص. وفي حال حدوث ذلك فستُضخ مياه كثيرة من البحيرة، الأمر الذي سيؤدي إلى تجفيفها، كما تم تجفيف نهري الفرات والعاصي والمياه الجوفية في سورية.
· إن السؤال المطروح، بشكل عام، هو: هل يتعين على إسرائيل أن تدفع ثمن تقصيرات حزب البعث السوري؟ وثمة سؤال آخر لا بُد من طرحه، هو: هل يجب أن نتمسك بتركيا بالذات وسيطاً بيننا وبين السوريين، بعد أن أصبح واضحاً أن لديها مصلحة مصيرية في تمكين سورية من الاقتراب من بحيرة طبرية وتخفيف وطأة الضغط عن كاهلها؟