إشارات أولى إلى تكوّن فلسطين جديدة في الضفة الغربية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تذكروا هذا الاسم "الروابي" جيداً، فهو اسم المدينة الفلسطينية الجديدة المتوقع أن تبنى فوق التلال على بعد 9 كيلومترات إلى الشمال الغربي من رام الله، بمبادرة رجل الأعمال بشار المصري.

·      لقد بدت هذه المدينة، في السابق، كما لو أنها فانتازيا. وأعرب كثيرون عن شكوكهم في إمكان بناء مدينة فلسطينية عصرية جديدة، في الوقت الذي تتعرض الضفة الغربية للقمع، وتقطع الحواجز العسكرية الإسرائيلية أوصالها، وتُعتبر موبوءة بسياسة متطرفة وهدامة.

·      لكن الضفة الغربية شهدت، خلال العام الفائت، ثورة كبيرة، وبدأت سياسة [رئيس الوزراء الفلسطيني] سلام فياض تؤتي أكلها. فقد انتشرت قوات الأمن الفلسطينية، مرة أخرى، في رام الله وجنين ونابلس وبيت لحم والخليل، وحلّ النظام محل الفوضى. وفي موازاة ذلك قامت إسرائيل بإزالة نحو 25 حاجزاً عسكرياً كانت تقطع أوصال الضفة الغربية وتخنق اقتصادها، كما أن الوعي الفلسطيني العام تغير، وبات يتميز بالتطلع إلى الهدوء والنظام والحياة الطبيعية.

·      ونتيجة ذلك كله عاد رجال الأعمال العرب والغربيون إلى استثمار أموالهم في فلسطين، وخصوصاً في رام الله، وكذلك في بيت لحم وجنين. وحتى في نابلس بدأت تظهر إشارات أولى إلى حدوث انعطافة. وقد أدى الهدوء والاستقرار والتنقل شبه الحرّ إلى عودة الحياة بالتدريج إلى مجراها الطبيعي، وهكذا لاحت أولى بوادر الأمل بتكوّن فلسطين جديدة.

·      مع ذلك، ففي إسرائيل لا يتكلمون كثيراً عن ثورة سلام فياض. وعلى ما يبدو فإن الإسرائيليين، في معظمهم، لا يبدون أي اهتمام بالفلسطينيين، لا إيجابياً ولا سلبياً، ولذا فإن اليمين واليسار على حدّ سواء لم يستوعبا الثورة الهادئة التي تحدث في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.

·      تجدر الإشارة إلى أن هذه الثورة يمكن أن تتراجع في أي لحظة تنشأ خلالها أزمة سياسية أو يقع حادث أمني، لكن في حال إصرار الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين على ترسيخ قدميها فمن شأنها أن تشمل مدن الضفة الغربية كافة. ويتعين على الأميركيين والأوروبيين أن يدركوا أن ثورة فياض هي الطريق الصحيحة، وأنها تنطوي على فرصة حقيقية لا يجوز تفويتها.