هل الحديث عن تصفية الطيارَين التركيين في سورية جزء من الحرب النفسية التي تشنها المعارضة السورية ضد نظام الأسد؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       تسود حالة من الجمود جبهة القتال في سورية خلال الشهرين الأخيرين. فصحيح أن الثوار يحققون من وقت إلى آخر بعض الإنجازات، لكنهم ما زالوا عاجزين عن الوصول إلى نقطة تؤدي إلى "كسر التوازن" كي يغيروا صورة الواقع.

·       ففي أواسط تموز/يوليو، وبعد الهجوم على قيادة الأمن القومي، بدا أن الثوار قد نجحوا في ترجيح الكفة لمصلحتهم، إذ استطاعوا اغتيال القيادة الأمنية دفعة واحدة، بالإضافة إلى إصابة ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار، إصابات بالغة. لكن منذ ذلك الحين نجح النظام السوري في تحقيق عدد من الإنجازات في كل من حلب ودمشق، في وقت لا يزال فيه الثوار يراوحون مكانهم.

·       بيد أن النقطة التي يمكن اعتبارها في مصلحة الثوار هي أن الأسد أصبح وحده في المعركة، الأمر الذي يجعله أكثر عرضة للخطر، ولا سيما في أعقاب تراجع عدد أنصاره، بصورة كبيرة، وسط الموالين له ولوالده، وداخل الأوساط العائلية.

·       ومن المعلوم أن ماهر الأسد، قائد الفرقة الخامسة للحرس الجمهوري فقد ساقية في الهجوم الذي وقع في 18تموز/يوليو، أمّا شقيقته الكبرى بشرى زوجة آصف شوكت، الذي قُتل في الهجوم، فقد غادرت سورية إلى إحدى دول الخليج. وقد شكل هذا ضربة معنوية قاسية لبشار الأسد، وكشف الخلافات الداخلية ضمن العائلة، ووسط الطائفة العلوية والقيادة الحاكمة.

·       وفي تقديرنا أن المعارضة السورية رأت في هذه المرحلة مناسبة لتوجيه ضربة معنوية جديدة لنظام الأسد، وذلك من خلال استغلال الوثائق الأخيرة التي تم الكشف عنها والمتعلقة بحادثة اعتراض الطائرتين التركيتين في حزيران/يونيو الماضي. فقد كشفت هذه الوثائق تورط الروس بصورة مباشرة في قمع الاضطرابات في سورية، وبأنهم هم الذين أعطوا الأوامر بقتل الطيارَين، وأن الأسد يسمح للأكراد في شمال سورية بشن هجمات ضد تركيا.

·       في حال كان هناك شيء من الحقيقة في هذا الكلام، فإن قضية الاعتداء على سفينة مرمرة تبدو صغيرة للغاية مقارنة بهذه الحقائق الجديدة. فالكرامة التركية لن تسمح بالتغاضي عن مثل هذه الإساءة، الأمر الذي سيدفع أردوغان إلى الرد، وهذا ما ترغب فيه المعارضة السورية، وستحاول استغلاله لكسر التوازن القائم.

·       إن ظهور تقارير كاذبة في الماضي تحدثت عن اغتيال، أو انشقاق شخصيات مهمة في القيادة السورية (مثل حديث المعارضة عن فرار نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، والذي تبين أنه غير صحيح) تدفعنا إلى عدم تصديق التقارير الأخيرة، ففي نهاية الأمر تلعب الحرب النفسية والدعاية دوراً مهماً في الانتصار في الحرب.

·       لقد بات الأسد معزولاً ويعتمد على إيران وحزب الله وروسيا. في المقابل، تبدو المعارضة السورية مستعدة لاستخدام كل الوسائل من أجل إلحاق الضرر بالأسد، مثل استخدامها حادثة وقعت قبل ثلاثة أشهر، وذلك إدراكاً منها أن التدخل الخارجي القوي وحده الذي سيسمح بإنهاء الاضطرابات في سورية.