فشل تجربة صاروخ "حيتس" يؤكد إخفاق السياسة الإسرائيلية إزاء الخطر الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      لا شك في أن فشل تجربة إطلاق صاروخ "حيتس" الإسرائيلي المضاد للصواريخ، والتي جرت في كاليفورنيا الأسبوع الفائت وهدفت إلى إسقاط صاروخ شبيه بصاروخ باليستي إيراني، يعكس إخفاق السياسة الإسرائيلية في الاستعداد لمواجهة الخطر الإيراني.

·      من المعروف أن إسرائيل تعرض منظومة "حيتس"، منذ تسعة أعوام، باعتبارها منظومة دفاعية عملانية. وتؤكد السياسة المعلنة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هذه المنظومة تقف بالمرصاد للصواريخ النووية الإيرانية، وستسقطها قبل أن تصيب أي أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية. إن المشكلة، إذاً، هي أن صاروخ "حيتس" قد يفشل فعلاً في إسقاط الصواريخ الإيرانية، كما فشل خلال تجربة إطلاقه في كاليفورنيا، وليس في إمكان أحد أن يضمن عدم حدوث فشل كهذا.

·      ويكفي، من أجل إثبات ذلك، أن نعيد إلى الأذهان كيف فشلت منظومة صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ، التي نُصبت في إسرائيل في إبان حرب الخليج الأولى [سنة 1991]، في إسقاط الصواريخ العراقية، وذلك على الرغم من نجاح سلسلة تجارب إطلاق أجريت عليها قبل ذلك. وعلى ما يبدو، فإن الصواريخ العراقية، التي أطلقت على حيفا وتل أبيب، لم "تتصرف" بحسب السيناريوهات التي وضعها مهندسو منظومة "باتريوت".

·      إن فشل تجربة صاروخ "حيتس" يؤكد أنه يتعين على أصحاب القرار السياسي أن يتوصلوا إلى استنتاج فحواه أن الدفاع لا يعتبر حلاً مطلقاً لخطر الصواريخ النووية. وحتى لو نجحت تجارب أخرى على هذه المنظومة فلا يجب أن يعمي هذا النجاح أبصار المسؤولين المفترض أن يبلوروا السياسة الإسرائيلية إزاء الخطر الإيراني.