· على الرغم من أن حملة "الرصاص المسبوك" في غزة تكللت بالنجاح، إلا إنها انطوت على أحداث تميز قتال الجنود الإسرائيليين خلالها بالقسوة المبالغ فيها وغير المبررة. ومن هنا جاءت شهادات الجنود التي نشرتها منظمة "فلنكسر الصمت" مؤخراً، والتي لا تُعتبر موجهة إلى قيادة الجيش الإسرائيلي فحسب، بل إلى المجتمع المدني في إسرائيل أيضاً.
· بناء على ذلك، يجدر بنا جميعاً أن ننصت جيداً إلى هذه الشهادات، كما يجب دراستها بمنتهى الجدية، وذلك من أجل استخلاص الدروس منها للمستقبل. من ناحية أخرى، علينا أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أساسية كبيرة هي أن القتال مع العدو لا يبقى خارج حدود إسرائيل فحسب، بل يتغلغل إلى داخلها أيضاً.
ويبدو لي أن هناك أنماط سلوك أخلاقية تعرضت للتشويه، في سياق علاقاتنا بالسكان الفلسطينيين الذين يخضعون لسلطتنا، وقد بدأت تشوّه أنماط سلوك داخل إسرائيل أيضاً. من ذلك مثلاً، أن سرعة الضغط على الزناد في الخليل أو غزة تؤدي إلى سرعة الضغط على الزناد لدى عصابات الجريمة المنظمة في إسرائيل خلال الحروب الدائرة بينها. كما أن عنف المستوطنين ضد الجيش والشرطة يضفي شرعية على عنف الحريديم [اليهود المتدينين المتشددين] في مدينة القدس ضد الشرطة وموظفي البلدية.