نتنياهو يتشدد في مواقفه استعداداً لمواجهة خطة السلام الأميركية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن "نتنياهو القديم" عاد، في الآونة الأخيرة، إلى سدّة الحكم، وحلّ محل رئيس الحكومة الواقعي والمسؤول المحسوب على تيار الوسط السياسي، بنيامين نتنياهو. فمرة أخرى يجري تنفيذ مشروع بناء موضع خلاف كبير في القدس الشرقية، وذلك عقب تقديم تنازل سياسي في هيئة الاعتراف بدولة فلسطينية. ولا بُد من أن نذكّر الذين نسوا بأن نتنياهو يتصرف في هذه القضية كما تصرف في إبان قضية هار حوما [جبل أبو غنيم]، أي قضية الحي السكني في القدس الشرقية، والذي أُقر بناؤه بعد اتفاق الخليل.

·      لا شك في أن نتنياهو يستفز الأميركيين. وقد عاد، خلال أقواله التي افتتح بها جلسة الحكومة الإسرائيلية [أول من أمس الأحد]، إلى شعاراته الدعائية من ثمانينيات القرن الفائت، بشأن حق اليهود في السكن في أي مكان في العالم، سواء في القدس الشرقية أو في نيويورك.

·      لكن نتنياهو لا يُعتبر الزعيم الوحيد الذي يتشدد في مواقفه. فهذا ما فعله أيضاً رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مؤخراً، بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين. ويبدو أن كليهما يفعل ذلك استعداداً لخطة السلام الأميركية، والتي من المتوقع عرضها بعد نحو شهرين.

·      إن الفرضية السائدة لدى مؤيدي "حل الدولتين" هي أن أي حل وسط سيُلزم إسرائيل بأن تتنازل عن سيطرتها على القدس الشرقية، وسيُلزم الفلسطينيين بأن يتنازلوا عن مطلب إعادة اللاجئين إلى أراضيهم السابقة داخل إسرائيل. لكن تبقى المشكلة كامنة في أن الطرفين غير مستعدين للتوصل إلى حل وسط في هاتين القضيتين.

·      أمّا الأميركيون فلا يبدون، حتى الآن، حماسة لطرح تسوية تفصيلية تتعلق بتسوية النزاع. فهم يرون، استناداً الى تجارب سابقة، أن خطوة من هذا القبيل تنطوي على مجازفة كبيرة، لأنهم إذا طرحوا مطالب، ولم تستجب الأطراف لها، فمن شأن ذلك أن يحرج الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وأن يضرّ بمكانته. وبناء على ذلك، يفضّل المسؤولون الأميركيون طرح خطة عامة للغاية.

·      مهما يكن، فإن الأسبوع المقبل يُعتبر حاسماً بالنسبة إلى علاقات إسرائيل بإدارة أوباما، وذلك بسبب الزيارات التي سيقوم بها لإسرائيل كل من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ووزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي، جيمس جونز. إن هذه الزيارات تثبت أن إسرائيل ليست معزولة في واشنطن، وأن الإدارة الأميركية تسعى للتوصل إلى تفاهمات مع نتنياهو.