نتنياهو رفض اقتراحات عباس كلها لاستئناف المفاوضات المباشرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يبدو أن موضوع الشرق الأوسط تراجع، في الآونة الأخيرة، إلى مرتبة دنيا في سلم أولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى درجة أنه عندما طلبت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخراً من ستة مستشارين سياسيين (بينهم يهوديان)، صوغ برنامج لأوباما يهدف إلى إنقاذ مكانته الشعبية، فإن هؤلاء المستشارين صاغوا اقتراحات لها علاقة بالاقتصاد والصحة والتربية والتعليم والإسكان والمناخ، ولم ينبسوا ببنت شفة عن موضوعات السياسة الخارجية.

·       ويمكن القول إن زعيم العالم الحرّ اكتفى بوظيفة ساعي البريد بين رام الله والقدس. وفي إطار ذلك، فإنه قام بنقل ثلاثة اقتراحات طرحها [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس من أجل تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات المباشرة إلى [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو.

·       وهذه الاقتراحات هي: أولاً، أن يقوم أوباما بإرسال مذكرة إلى كل من إسرائيل والفلسطينيين يتعهد فيها بأن تتناول المفاوضات المباشرة إقامة دولة فلسطينية في حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، مع الاستمرار في تجميد الاستيطان؛ ثانياً، أن تقوم الرباعية الدولية بتوجيه رسالة مماثلة؛ ثالثاً، عقد لقاء إسرائيلي ـ فلسطيني ـ أميركي من أجل الاتفاق مسبقاً على مرجعية المفاوضات. وقد بلّغ أوباما عباس أن نتنياهو قال "لا" ثلاث مرات.

بناء على ذلك، فإن عباس سيكون، في غضون الأيام المقبلة، مضطراً إلى مواجهة خيارين أحلاهما مرّ: إمّا الخضوع للمطلب الأميركي الداعي إلى الدخول في مفاوضات مباشرة من دون أي تعهد مسبق بالاستمرار في تجميد أعمال البناء في المستوطنات، ومن دون أي تطرّق إسرائيلي إلى الورقة الفلسطينية التي تتضمن المواقف التفصيلية المتعلقة بالقضايا الجوهرية، الأمر الذي سيسفر عن مزيد من تأكل مكانته، وإمّا رفض مطلب شخصي لرئيس أكبر دولة عظمى في العالم، الأمر الذي سيُعتبر انتصاراً آخر لنتنياهو في ساحة مهمة جداً هي الساحة الدولية.