· يمكن إجمال الشهادة التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدى مثوله أمس أمام "لجنة تيركل" [التي تتقصى وقائع الهجوم الإسرائيلي على قافلة السفن التركية التي كانت متجهة إلى غزة في أواخر أيار/ مايو 2010] بالكلمات التالية: الانزواء في الزاوية وتوجيه أصبع الاتهام إلى الآخرين.
· لكن فيما يتعدى ذلك، لا بُد من القول إن عدم فهم حقيقة الأوضاع عشية انطلاق قافلة السفن التركية، والذي أسفر عن الفشل الذريع في مواجهتها في عرض البحر، هو الذي جعل نتنياهو أمس يُمنى بفشل ذريع آخر في أثناء تقديم شهادته. إن هذا الفشل ينطبق أيضاً على قيامه، قبل ذلك، بإطلاق الركاب كلهم الذين كانوا على متن السفن، وإلغاء الحصار المدني المفروض على غزة، وبذا، فإنه جعل منظمي قافلة السفن يحرزون انتصاراً لم يكونوا يحلمون به.
· صحيح أن الجيش الإسرائيلي، بقيادة وزير الدفاع [إيهود باراك]، هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحل العملاني الفاشل وعن التخطيط المملوء بالعيوب، لكن ما قاله نتنياهو في شهادته أمس يؤكد، بما لا يدع مجالاً لأي شك، أن قباطنة الدولة لم يفهموا جيداً ما الذي يحدث، وأنهم كانوا مقتنعين بأن الحديث يدور على مجرد عملية سيطرة على سفن في عرض البحر من دون أن يستوعبوا أن ما حدث كان عبارة عن تظاهرة انطوت على احتمال كبير في أن تتحول إلى مواجهة عنيفة، وبالتالي، فإن اعتراضها يجب أن يكون بطريقة تحول دون وقوع أعمال عنف، وإلا فإن نتائج ذلك ستكون سيئة للغاية بالنسبة إلى إسرائيل.
من ناحية أخرى، فإن شهادة نتنياهو تقضي على بقايا السمعة الحسنة التي كان "طاقم الوزراء السبعة" يتمتع بها، ذلك بأنه وفقاً لأقوال رئيس الحكومة، فإن الجدل الوحيد الذي دار بين أعضاء هذا الطاقم فيما يتعلق بقافلة السفن كان بشأن الجوانب الإعلامية، وهذا يعني أن أياً من هؤلاء الأعضاء لم يعترض على ذلك الجدل، ولم يؤكد أن الجوانب الإعلامية ليست الأمر الوحيد الذي يجب أن يكون خاضعاً للجدل والمناقشة. إن هذا الطاقم نفسه هو الذي يُفترض به أن يعد العدّة للقرار المصيري المتعلق بإيران، وبناء على ذلك، علينا منذ الآن أن نضع أيدينا على قلوبنا.