ثلاثة قتلى و57 مصاباً في عملية وسط القدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 57 آخرون في عملية دهس وقعت أمس في شارع يافا بالقدس، حيث نفّذ حسام دوايات، وهو مقدسي يبلغ 30 عاماً، هجوماً بجرافة استهدف عدداً من السيارات والباصات والمشاة. فنحو الثانية عشرة ظهراً انطلق دوايات من موقع البناء الذي عمل فيه كسائق جرافة في اتجاه شارع يافا، وسحق خمس سيارات، وموقفاً للباصات، وباصاً كان يسير في الجهة المقابلة، وقلب باصاً آخر. وأطلقت شرطية كانت موجودة في مكان الحادث النار على السائق ففقد وعيه، ثم صعد رجل أمن وجندي إلى مقصورة السائق، غير أنه استعاد وعيه في تلك اللحظة، على ما يبدو بسبب حجر قُذف بها، وواصل الدهس. وعندها أطلق الجندي النار على رأسه، وتبعه شرطي أطلق عليه النار عدة مرات. واستمرت العملية التي نفذها دوايات خمس دقائق قطع خلالها 500 متر.



وفي مشاورات أمنية أجريت أمس قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت إن هذه العملية هي "بداية نمط خطر من العمليات التي يجب مواجهتها بقوة من أجل ردعها". كما صرح أنه قلق لأن هذه العمليات نفذها سكان من القدس الشرقية يحملون بطاقات هوية إسرائيلية ويتمتعون بحرية الحركة في إسرائيل، وأضاف أنه "يجب الرد بسرعة وقسوة كي نكسر هذا النمط من العمليات". وعلى حد قوله، فإنه يجب أن يكون واضحاً أن عائلات المنفذين "ستخسر كل شيء".



وبعث وزير الدفاع إيهود باراك أمس برسالة إلى المستشار القانوني للمؤسسة الأمنية طلب فيها هدم منزل "المخرب"، وقال فيها "إن تكرار حادثة على هذه الدرجة من الخطورة خلال فترة قصيرة، حين ينفذ ’مخرب‘ يحمل بطاقة هوية إسرائيلية عملية انطلاقاً من دوافع قومية متطرفة، تستدعي رداً فورياً. إن تدمير المنازل يوجد له تأثير ردعي".



وقال رئيس الحكومة أولمرت في سلسلة مشاورات عقدها أمس عقب الهجوم "الإرهابي" الذي وقع في وسط العاصمة (يديعوت أحرونوت، 3/7/2008): "لا نملك طريقة لتطويق عرب القدس الشرقية وكل بيت 'مخرب' محتمل بجدار"، وذكر أنه "يجب وقف عمليات عرب القدس الشرقية، وإذا توجب علينا أن نقوم بذلك عن طريق الردع أو هدم المنزل، فهذا ما سنفعله".



وعُقدت في المؤسسة الأمنية أيضاً مشاورات ذكر المشاركون فيها أنه لا يمكن توقع عملية من هذا النوع [مسبقاً] والتأهب لها. وتوصي المؤسسة الأمنية بردع "المخربين" المحتملين ودفعهم إلى التفكير في الأعمال التي يقومون بها بسبب الثمن الذي سيدفعه ذووهم.



والآن سيركز الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، في التحقيقات التي سيجريانها بشأن الحادث، على المنظمة أو على الجهة التي أرسلت منفذ عملية الدهس، ومن ثم سيقوم الجيش الإسرائيلي بأنشطة في الضفة [الغربية] قد يكون لها تأثير كبير فيما يجري على حدود قطاع غزة.



ودعا الوزير إيلي يشاي (حزب شاس) في مقابلة مع القناة الثانية (معاريف، 2/7/2008) إلى تقييد حركة سكان القدس الشرقية العرب وهدم منازل "المخربين" وطرد العرب الإسرائيليين الذين كان لهم ضلع في عمليات كهذه. وتوقع أن يكون هناك إمكان لإقرار مشاريع قرارات بهذا الشأن في الكنيست.



وبعد بضع ساعات على عملية شارع يافا أقر الكنيست بالقراءة الأولى مشروع قرار يقضي بمنع عائلات "المخربين" الذين هم مواطنون أو سكان في دولة إسرائيل من إقامة خيم حداد أو مظاهر حداد علنية أخرى.



وأقر الكنيست أيضاً بالقراءة الأولى مشروع قرار يخول وزير الداخلية سحب حق الإقامة الدائمة من ذوي "المخرب" الذي يحمل هوية إسرائيلية وينفذ عملية "إرهابية".