من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن التضامن الإسرائيلي الكبير مع ضحايا الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت دولة هاييتي البعيدة، يفضح اللامبالاة القائمة في إسرائيل وفي وسائل إعلامها إزاء المعاناة المستمرة لسكان قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم 1.5 مليون نسمة، ويعيشون على بعد أقل من ساعة سفر من مقر هيئات تحرير الصحف الإسرائيلية الكبرى، ويخضعون منذ عامين ونصف عام إلى حصار قاس.
· وعلى الرغم من ذلك، فإن السؤال هو: من يهتم لدينا بواقع أن 80% من النساء والأطفال والرجال، الذين يقيمون بجوارنا، يعيشون تحت خط الفقر؟ وما هو عدد الإسرائيليين الذين يعرفون أن كل مواطن من إثنين في غزة يعيش على أموال التبرعات؟ وفي الوقت الذي يعرف الإسرائيليون كلهم قصة الطفلة التي نجت من تحت أنقاض الزلزال في بورت أوبرنس، فإن قليلاً منهم سمعوا عن الأطفال الذين ينامون في العراء بين خرائب بيوتهم في غزة.
· إن المصائب التي حلت بهاييتي، هي نتيجة كارثة طبيعية، أمّا المصائب في غزة فإنها من صنع الإنسان، من صنع أيدينا. فالجيش الإسرائيلي لم يرسل إلى غزة طائرات شحن محملة بالأدوية والأجهزة الطبية، كما فعل في هاييتي، وإنما قام، قبل عام، بإرسال طائرات حربية أطلقت صواريخ أدت إلى إلحاق أضرار بالغة بـ60 ألف بيت ومصنع، وحوّلت 3500 منها إلى أنقاض.
· وقبل أيام معدودة من إرسال أطباء إسرائيليين لإنقاذ حياة ضحايا الزلزال في هاييتي، منعت السلطات الإسرائيلية 17 مريضاً من غزة بحاجة ماسة إلى عمليات زرع قرنيات في عيونهم، من عبور حاجز إيرز والتوجه إلى أحد المستشفيات في رام الله.
· بناء على ذلك، فإن السؤال المطروح هو: لماذا ثارت ثائرتنا عندما قامت لجنة غولدستون بمطالبة إسرائيل برفع الحصار عن غزة، ووضع حد للعقوبات الجماعية ضد سكانها؟ من ناحية أخرى، فإنه على الرغم من أن الحصار المفروض على غزة لم ينجح في تسريع عملية الإفراج عن غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"]، ولا في إسقاط سلطة "حماس"، فإن إسرائيل مستمرة في فرضه.