علينا إيجاد السبيل للعودة إلى التعاون بين إسرائيل وتركيا
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • إن إسرائيل وتركيا هما أكبر دولتين ديمقراطيتين في المنطقة. وقد شهدت العلاقات الدبلوماسية والسياحية والتجارية بينهما خلال 63 عاماً اختلافات في الرأي، لكننا نجحنا دائماً في التغلب عليها. وقد تركزت هذه الخلافات في أغلب الأحيان على المسائل المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولم يكن لها علاقة بالعلاقات الثنائية بين الدولتين. ومما لاشك فيه أن تركيا ترغب في المساهمة في عملية السلام الإقليمي التي آمل بأن تبدأ في أقرب وقت، إلاّ إن أحداث أسطول مرمرة، والنتائج القاسية التي أسفرت عنها، تسببت بخلاف بين الدولتين لم يسبق له مثيل.

     
  • لقد آن الآوان كي نسأل أنفسنا: هل يمكننا التغلب على الخلاف في وجهات النظر، والعودة إلى الحوار الذي يخدم مصالح البلدين؟ أنا أؤمن بأنه يمكننا القيام بذلك، وأن علينا أن نضع مشاعرنا جانباً وأن نبدأ البحث عن سبيل لحل المشكلات بيننا بدلاً من المساهمة في تعميقها. وقد تعلمت من تجربتي أنه عندما ندخل إلى غرفة المفاوضات معاً مدركين وجود أهداف ومصالح مشتركة، فإنه يصبح في إمكاننا إيجاد الكلمات التي من شأنها أن ترضي الطرفين، وأعتقد أننا نستطيع أن نفعل ذلك اليوم أيضاً.

     
  • إن كلاً من تركيا وإسرائيل تنظر إلى أحداث أسطول مرمرة من زاوية مختلفة، فإسرائيل ترى أنه لم يكن لديها خيار غير الدفاع عن نفسها، إلاّ إنها بعد النتائج التي أسفر عنها الحادث أعربت في اليوم نفسه عن أسفها على مقتل أشخاص في المواجهة.

     
  • إن المصالح المشتركة لكل من الدولتين الكبيرتين أكبر وأهم من الخلافات الموجودة اليوم بينهما، وعلى إسرائيل وتركيا أن تفكرا بعقليهما لا من خلال مشاعرهما، وأن تتصرفا بتعقل.

     
  • فحتى لو كان هناك خلافات بين حكومتَي البلدين، فإنه يجب ألاّ نجعل الشعب يدفع ثمنها. إن إهانة المسافرين الإسرائيليين في المطارات لا يشكل حلاً لهذه الخلافات، ولا يسهّل عملية عودة العلاقات إلى طبيعتها، وإنما على العكس يجعل الأمر أكثر صعوبة.

     
  • إن إسرائيل وتركيا ستخسران كثيراً إذا تصرفتا بطريقة انفعالية، لأنهما ستعرضان للخطر شبكة العلاقات الاستراتيجية الموجودة منذ عقود. فهناك موقف مشترك بيننا وبين تركيا إزاء كثير من الموضوعات في الشرق الأوسط، ويمكننا أن نحقق شيئاً كثيراً إذا ما تعاونّا معاً كما فعلنا في الفترات الماضية من أجل حل خلافاتنا.

     
  • وبصفتي زعيمة المعارضة في إسرائيل، فإنني لا أتفق مع الحكومة الإسرائيلية بشأن عدة موضوعات، إلاّ إن الخلافات بين الحكومة التركية والإسرائيلية يجب ألا تُستعمل من أجل إلحاق الضرر بالحلف القائم بين الدولتين وبالعلاقات بين الشعبين.

     
  • لقد آن الأوان كي يفكر زعماء كل من تركيا وإسرائيل بهدوء، وكي يحددوا ما هو المهم بالنسبة إلى كل منهم، وأن يعملوا على إعادة العلاقات بين بلديهما إلى ما كانت عليه. كما ينبغي لنا إيجاد سبيل آخر للحفاظ على الكرامة الوطنية وعلى المصالح المشتركة، ومن واجب تركيا وإسرائيل إيجاد هذا السبيل.