قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الثلاثاء) أنها تشعر بخيبة أمل شديدة من الطريقة التي أدارت الولايات المتحدة بواسطتها الاتصالات بين إسرائيل وتركيا، والهادفة إلى إيجاد حل للأزمة الحادة المندلعة بينهما، مؤكدة أن هذا الأمر أدى أيضاً إلى مزيد من التوتر في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية.
وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن المسؤولين الأميركيين مارسوا في البداية ضغوطاً كبيرة على المسؤولين في تركيا، إلاّ إنهم في مرحلة معينة وبعد أن أدركوا أن إسرائيل غير مستعدة لتقديم اعتذار رسمي إلى تركيا [عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة التركية التي كانت متجهة إلى غزة في أيار/ مايو 2010] وأن هذه الأخيرة لن تتنازل عن مطلب تقديم الاعتذار، تخلوا عن جهود الوساطة وركزوا على موضوع آخر هو إقناع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بضرورة نصب أجهزة رادار في الأراضي التركية لرصد تحركات الصواريخ الباليستية الإيرانية. وعلى ما يبدو فإن موافقة أردوغان على ذلك جعلت المسؤولين الأميركيين يلتزمون الصمت إزاء تفاقم الأزمة بين إسرائيل وتركيا، بل جعلتهم يمنحونه ضوءاً أخضر لشن هجوم حادّ على إسرائيل.
ومع ذلك، فإن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت أمس (الثلاثاء) بياناً أعربت فيه عن قلقها إزاء تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، مؤكدة أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تبذل جهوداً لدى المسؤولين في الدولتين من أجل تهدئة الوضع ووقف تدهور العلاقات أكثر فأكثر.
أمّا رئيس الحكومة التركية، فقال في تصريحات أدلى بها أمس (الثلاثاء) إلى مندوبي وسائل الإعلام التركية، إن إسرائيل تتصرف كما لو أنها طفل مدلّل، وإن تركيا قررت تجميد جميع علاقات التجارة الأمنية بين الدولتين.
وفي المقابل أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الخلافات بين إسرائيل وتركيا تفاقمت كثيراً، وأنه لا بُد من إيجاد حل سريع لها لمصلحة الدولتين، ولمصلحة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت زعيمة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] في مقابلة أجرتها معها شبكة سي. إن. إن. التركية أمس (الثلاثاء)، إن الوقت حان كي تجري إسرائيل وتركيا محادثات بشأن المستقبل لا بشأن الماضي، مؤكدة أن مصلحة كل من الدولتين كامنة في تجاوز هذه الأزمة لا في تفاقمها.