روبرت غيتس يتعامل بصورة سلبية مع نتنياهو منذ تموز/ يوليو 2010
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن وقائع اللقاء الذي عُقد في واشنطن في تموز/ يوليو 2010 بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الأميركي في ذلك الوقت روبرت غيتس هي التي تسببت بأن يتعامل هذا الأخير بصورة سلبية مع نتنياهو حتى الآن.
- وقد بلغ هذا التعامل ذروة أخرى أمس (الثلاثاء)، إذ نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن غيتس قوله، في سياق لقاء استشاري اشترك فيه كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وبحضور الرئيس باراك أوباما، إن نتنياهو "جاحـد أو ناكر للجميل، ويشكل خطراً على إسرائيل"، مؤكدة أن أياً من المشتركين في هذا اللقاء لم يكلف نفسه عناء الردّ على هذه الأقوال والدفاع عن رئيس الحكومة.
- وفي واقع الأمر فإن صفة "جـاحد" هي واحدة من صفات كثيرة أطلقها غيتس على نتنياهو في مناسبات سابقة، ومنها "عدم الصدقية"، و"الافتقار إلى النظرة الشاملة"، و"لا يستحق أي معاملة جادة" وغيرها. وربما تكمن أهمية هذه الصفات في كون قائلها شخصاً شغل مناصب حساسة للغاية في الإدارة الأميركية، ومنها منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي. أي. إيه.)، ومنصب وزير الدفاع في فترة ولاية الرئيس السابق جورج بوش الجمهوري، وفترة ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما الديمقراطي.
- وما حدث في اللقاء الذي عُقد في تموز/ يوليو 2010 هو أن رئيس الحكومة ذهب إليه من دون أن يدرس الملف الخاص الذي أعدته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن صفقة الأسلحة التي وقّعتها الولايات المتحدة مع السعودية في ذلك الوقت، والتي كان من المفروض أن تحصل إسرائيل في مقابلها على صفقة طائرات مقاتلة حديثة من طراز إف 35، ولذا فإنه ركز حديثه على المخاطر المصيرية الماثلة أمام إسرائيل، الأمر الذي حدا بغيتس إلى مقاطعته قائلاً: "في حال استمرارك في هذه الوتيرة من بث الرعب فإنك ستصل إلى أوشفيتز" [معسكر الإبادة النازية]. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية وأميركية رفيعة المستوى كانت مطلعة على ما جرى في ذلك اللقاء أن أقوال نتنياهو أثارت في حينه غضباً عارماً لدى غيتس، وجعلته متأكداً من أن رئيس الحكومة جاء إلى اللقاء من دون أي دراسة مسبقة للموضوعات التي كانت مدرجة في جدول أعماله.