بوتين المنتفض على الأميركيين قرر تغيير اتجاهه ووجد الفرصة في ارتفاع أسعار النفط والغاز
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن القاسم المشترك بين إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تجديد تحليق القاذفات الاستراتيجية الروسية، والمناورات العسكرية الصينية- الروسية، والأنباء التي نفتها روسيا عن بدئها تزويد سورية بطاريات صواريخ متطورة مضادة للطائرات، هو استمرار اتجاه بوتين نحو إعادة ترسيخ مكانة روسيا كدولة عظمى وتحدي الولايات المتحدة.

·      ثمة من يرى في ذلك تجديداً للحرب الباردة، لكن من الصعب تعريف الأمر بهذا المصطلح الواضح، ومن الأفضل أن نراه تعبيراً عن خيبة أمل بوتين من سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش. فقد دلت عدة خطوات قام بها بوش على أنه لا ينوي أن يتعاون مع روسيا بصورة حقيقية. وشعر بوتين، من جانبه، أن الولايات المتحدة تواصل سياسة استغلال الفرص ونقاط الضعف لدى روسيا التي بدأت بها في عهد سلفه بوريس يلتسين، ولذا قرر أن يغيّر اتجاهه. وفي أعقاب ارتفاع أسعار النفط والغاز في العالم بدأ بوتين يستغل قوة بلاده الاقتصادية ويتحدى الولايات المتحدة في كل مكان. وتعارض روسيا الآن نصب نظم دفاعية أميركية على أراضي تشيكيا وبولندا وتزود سورية وإيران بالسلاح مدعية أنه سلاح دفاعي فقط، وتتقارب مع الصين من أجل إيجاد ميزان قوى عالمي جديد.

·      يمكن الآن الإشارة إلى اتجاه عالمي جديد نحو إيجاد ميزان قوى ثلاثي الأقطاب يتألف من الصين وروسيا والولايات المتحدة، تقف فيه الدولتان الأولى والثانية ضد الدولة الثالثة. وربما تحاول الهند أيضاً في المستقبل أن تطالب بحصتها، باعتبارها دولة عظمى صاعدة أخرى.