عرفات تحسب لرد معارضي أوسلو وعلى عباس ذي المكانة الأضعف أن يتحسب لرد حماس على تنازله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      البشرى السارة هي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، يفهم أن الاحتمال الوحيد لإعادة "الريش الذي نتفه" أريئيل شارون من محمود عباس يكمن في ترجمة "الأفق السياسي" إلى لغة الفعل، أي ترجمته إلى وثيقة مبادئ بشأن الحل الدائم. أما البشرى السيئة فهي أن إسرائيل لا تزال متمسكة بالمواقف الأساسية التي أسهمت في إفشال المحاولات السابقة للتصدّي لمواضيع النزاع الرئيسية، وهي الحدود والقدس واللاجئون.

·      كما حصل قبل سبعة أعوام في قمة كامب ديفيد، يتوقع أصحاب القرار الإسرائيليون أن يتنازل الفلسطينيون عن الكتل الاستيطانية الكبرى وعن الحرم القدسي وعن حق العودة.

·      عندما يتحدث مندوبو الطرفين عن المشاعر القومية والدينية العميقة فإن أنظارهم تكون موجهة في الوقت نفسه إلى الساحة الداخلية، أي إلى المعارضة اليمينية لكل منهما. عندما تباحث إيهود باراك مع ياسر عرفات في كامب ديفيد بشأن مسألة السيادة على الحرم القدسي كان باراك يفكر في ائتلافه مع الأحزاب الدينية. أمّا عرفات فكان يفكر في ردة فعل معارضي أوسلو في المناطق (الفلسطينية) وفي العالم الإسلامي. والآن يتوجب على عباس، الذي تعتبر مكانته أضعف بكثير من مكانة عرفات، أن يفكر في ما ستفعله حماس إذا ما تجرأ على التنازل عما أصرّ عليه الزعيم الفلسطيني الأسطوري.

·      لقد وضع عباس رهانه الأخير على مؤتمر بوش الدولي. وفي المعركة بينه وبين حماس ستعني خسارة هذا الرهان الانتصار النهائي لمعسكر المعارضين لحل الدولتين. إن الطريق الوحيدة التي في وسع إسرائيل والولايات المتحدة التأثير بواسطتها في الصراع بين الفلسطينيين هي قطع الغصن الرئيسي الذي يجلس عليه المتطرفون الدينيون ـ وهو غصن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس ومشكلة لاجئي 1948 ـ وتسليمه إلى العلمانيين المعتدلين. في مقابل ذلك إذا خرج عباس من المفاوضات بدون سيادة على الحرم القدسي وبدون اعتراف إسرائيلي ببند اللاجئين كما ورد في صيغة الجامعة العربية (حل متفق عليه على أساس القرار 194) فمن الأفضل له أن يبقى في بيته.