إدارة أوباما توافق على تعديل صفقات أسلحة مع بعض الدول العربية بطلب من إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ذكر موظفون كبار في إدارة الرئيس باراك أوباما، ومسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، أن الإدارة الأميركية أخلَّت في عهد الرئيس جورج بوش باتفاقات أمنية مبرمة مع إسرائيل تعهدت الولايات المتحدة بموجبها بالمحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في مقابل جيوش الدول العربية. وخلال أيلول/ سبتمبر الفائت، قام وزير الدفاع إيهود باراك بزيارة خاطفة لواشنطن تم خلالها الاتفاق على بدء محادثات لحل هذه المشكلة. ومن المتوقع أن يأتي مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، الجنرال جيمس جونز، إلى إسرائيل، نهار الثلاثاء المقبل، ومن المرجح أن يناقش هذه المسألة، بين مسائل أخرى.

وكانت "هآرتس" نشرت الأسبوع الفائت نبأً فحواه أن إدارة أوباما ستبيع بعض الدول العربية أسلحة متطورة. ووفقاً لمجلة "فوروِرد" اليهودية، وافقت إدارة أوباما، عقب شكاوى تقدمت بها إسرائيل، على تعديل صفقات كانت إدارة بوش وقّعتها مع دول عربية ويجري تنفيذها الآن.

وقد تطرق سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، مايكل أورون، إلى هذه القضية في كلمة ألقاها أمام المجلس اليهودي الديمقراطي، إذ قال: "اكتشفنا أن التفوق النوعي لإسرائيل تأكّل، وقد قلنا لإدارة أوباما: 'لدينا مشكلة هنا'". وذكر أورون أن رد إدارة أوباما كان إيجابياً وفورياً، وأضاف: "قالوا لنا أنهم سيعالجون هذا الموضوع وسيتأكدون من المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرئيلي. ومنذ ذلك الحين بدأنا حواراً شاملاً".

وكانت الأسلحة التي أقلقت إسرائيل بنوع خاص هي وسائل قتالية جوية وبحرية. فعلى سبيل المثال، باعت الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية مقاتلات متطورة من طراز إف ـ 15 تم بيع إسرائيل مثيلات لها. كما باعت الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية ودولاً عربية أخرى "قنابل ذكية" موجهة بالقمر الصناعي وبأشعة الليزر مخصصة للمقاتلات، وصواريخ كروز متطورة ومنظومات إلكترونية أخرى مخصصة للمقاتلات، شبيهة بتلك الموجودة في حيازة إسرائيل.

وقبيل انتهاء ولاية بوش، أوصت المؤسسة الأمنية القيادة السياسية بإثارة الموضوع مع الإدارة الأميركية الجديدة، وخلال الأشهر القليلة الفائتة، باشرت حكومة نتنياهو اتصالات هادئة مع الإدارة الأميركية بشأن المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. وفي المحادثات التي جرت بين الجانبين منذ ذلك الحين، أكد الممثلون الإسرائيليون أنه على الرغم من أن نية الإدارة كانت تعزيز قوة الدول العربية المعتدلة في مواجهة إيران، فإن هذه الوسائل القتالية المتطورة، وخصوصاً المقاتلات، ربما توجه ضد إسرائيل. واعترف كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أمام إيهود باراك بالإخلال بالاتفاقات الأمنية المبرمة مع إسرائيل، ووعدوا بالعمل على إصلاح الأمر.