· إذا كان هناك تهدئة بين إسرائيل و"حماس"، لساعات أو لنصف عام، فإن الفضل في ذلك يعود إلى حقيقة واحدة حاسمة، هي أن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال غابي أشكنازي، لا يؤمن بفوائد شن عملية عسكرية كبيرة في غزة. فهو يعتقد أن الأسلوب الذي يتبعه الجيش في الوقت الحالي، هو أفضل ما يمكن القيام به، وأنه ليس من صلاحيات الجيش أن يتخذ قرارات حاسمة مغايرة للقرار الحالي في هذا الشأن. غير أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية ليس في إمكانها أن تتخذ قرارات كهذه. وقد توصلت إسرائيل إلى اتفاق التهدئة لأنها لم تتخذ قراراً مغايراً، لا لأنها حسمت الأمر.
· في الأسبوع الماضي وُصف رئيس هيئة الأركان العامة، من جانب بضعة مقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بأنه "ملحق عسكري". ويبدو أن المقصود بذلك هو محاولة إهانة قائد الجيش، لأنه يقول لرئيس الحكومة إنه يتعين عليه أن يتخذ القرار بنفسه. وكما هو معروف، فإن الحديث يدور على رئيس حكومة تباهى، طوال فترة حرب لبنان الثانية، بأنه يصادق على كل خطة يعرضها الجيش عليه.
· إن السؤال المطروح هو: ما هو موقف وزير الدفاع، إيهود باراك؟ يقول بعض الذين اشتركوا في المداولات بشأن غزة إن باراك عرض كثيراً من التحليلات، غير أنه في نهاية الأمر أوصى بقبول موقف قادة الجيش. لا يوجد وزير دفاع في إمكانه أن يفرض على رئيس هيئة الأركان العامة عملية عسكرية لا يرغب هذا الأخير في القيام بها. إن باراك هو أفضل من يدرك هذا الأمر، وخصوصاً أنه فرض على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب، بصورة أحادية الجانب، من جنوب لبنان [في أيار/ مايو 2000]، وعوقب على ذلك، فيما بعد، في في الانتخابات التي جرت بداية الانتفاضة الثانية [أيلول/ سبتمبر 2000].