التهدئة دليل على مصالح متبادلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن من يدّعي أن هناك حلاً عسكرياً لمشكلة الصواريخ من دون أن نكون موجودين في غزة لفترة طويلة الأجل، لا يدرك ما الذي يقوله. فوجودنا هذا، حتى لو كان جزئياً، قد يصبح نسخة عن حرب لبنان الأولى [سنة 1982]، التي تحوّل الجنود الإسرائيليون خلالها إلى أهداف للعبوات والكمائن المزروعة على جوانب الطرق على مدار 18 عاماً.

·       لقد كان وزير الدفاع، إيهود باراك، متعقلاً للغاية عندما لم يرفض مبادرة وقف إطلاق النار لمدة نصف عام. والحق معه عندما يقول إن "حماس" تسيطر هناك ولن تتبخر. إن تهدئة غير مكتملة أفضل من عملية عسكرية كبيرة غير مكتملة.

·       من الواضح أن وقف إطلاق النار ليس حلاً، وستستغله "حماس" لزيادة تسلحها، وهي تفعل ذلك أصلاً. إن التهدئة لا تدل على ضعف وإنما على مصالح متبادلة، وإذا ما صمدت، فإن احتمال استمرارها أكثر من نصف عام ليس خيالياً.

·       إن إسرائيل تواجه، في الوقت الحالي، ضائقات كثيرة، فهي مضطرة إلى أن تستبدل حكومتها، بعد أن تورط رئيسها في قضايا جنائية، ولم يعد قادراً على صنع السلام ولا على شن الحرب. وإذا ما صمدت التهدئة نصف عام، فمن الممكن أن يرغب الطرفان [إسرائيل و"حماس"] في تمديدها "ولاية" أخرى.