· لقد تغلب المنطق الواقعي، في النهاية، على ترددات الحكومة الإسرائيلية وتهربها، وجرى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس". هناك مبدأ مهم في حرب المئة عام مع الفلسطينيين، يجب أن نتذكره، هو أن الإسرائيليين والفلسطينيين جيران سيعيش بعضهم بجوار بعض إلى الأبد، ولهذا، فإن وقف سفك الدماء فيما بينهم هو أمر أكثر حيوية من فانتازيا "الحسم" المطلق على المدى البعيد.
· هل سيصمد اتفاق وقف إطلاق النار هذا مدة طويلة؟ إذا ما بقي الاتفاق تقنياً فقط، ولم تُبذل جهود خلاقة لتطويره وتوسيعه وتعميقه، فمن شأنه أن يكون ظاهرة عابرة فقط.
· ما العمل إذن؟ في البداية يتعين علينا أن نفتح المعابر بسخاء للمرضى والطلبة الجامعيين والعائلات التي انقطعت صلتها بعضها ببعض بسبب الحصار. ثانياً، يجب أن نحدد سقفاً سخياً لعدد الفلسطينيين الذين من الممكن أن يعملوا داخل إسرائيل، وأن نعمل على زيادته بمرور الوقت. إن عمل هؤلاء مهم للطرفين، وهم أفضل من العمال الأجانب. والأمر الأساسي هو أن نؤمن بأن للتهدئة ديناميكيتها الخاصة.
· بناء على ذلك، يجب أن ننظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره نبتة طرية العود زُرعت في الأرض للتوّ، لا باعتباره اتفاقاً قانونياً جرى توقيعه على الورق فقط. إن ما يتعين علينا فعله هو أن نتعهد هذه النبتة الطرية بالرعاية حتى تصبح شجرة قوية الجذور يصعب اقتلاعها حتى لو بصاروخ قسّام أو قذيفة هاون.