من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· قدمت إسرائيل، الأسبوع الفائت، تقريراً ثالثاً إلى الأمم المتحدة رداً على تقرير لجنة غولدستون [التي تقصت وقائع الحرب على غزة] عرضت فيه التغييرات والتعديلات التي جرى إدخالها، عقب عملية "الرصاص المسبوك"، على الأوامر العسكرية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.
· وفقاً لهذا التقرير فإن الجيش الإسرائيلي سيقوم في المستقبل بتقليص استعمال قنابل الفوسفور الأبيض، وسيعيّن "ضباطاً للمهمات الإنسانية" لمرافقة الكتائب العسكرية كلها، وسيعدل الأوامر المتعلقة بموضوع حماية المدنيين وأملاكهم خلال الحرب.
· وكان الجيش الإسرائيلي قد أنهى مؤخراً عمليات التحقيق الداخلية. ويبدو أنه اضطر إلى إجراء تحقيقات في أمور لم يحقق فيها من قبل. ولا شك في أنه ما كان ليقدم على ذلك لولا تقرير لجنة غولدستون، وتقارير منظمات حقوق الإنسان، والتقارير الصحافية في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية.
· إن ما يتبين الآن هو أن هناك قدراً كبيراً من الصحة في حملة النقد الموجهة إلى إسرائيل، حتى لو لم تكن اتهامات غولدستون كلها صحيحة. وبناء على ذلك، حان الوقت كي نوجه الشكر الجزيل إلى الذين انتقدوا إسرائيل، وبالتالي اضطروا الجيش الإسرائيلي إلى فحص سلوكه وتعديل ممارساته.
فضلاً عن ذلك، فإن التحقيقات التي أجراها الجيش واستعداده لتغيير الأوامر العسكرية ينطويان على عبرة مهمة للمؤسسة السياسية الإسرائيلية، فحواها أن من الأفضل إبداء الانفتاح والتعاون مع لجان التحقيق الدولية بدلاً من مقاطعتها في البداية، وقبول جزء من مطالبها لاحقاً تحت وطأة الضغوط الخارجية. ويجب أن تكون هذه العبرة ماثلة أمام عيني كل من [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو و[وزير الدفاع] إيهود باراك فيما يتعلق بموقفهما من لجنة التحقيق الدولية التي ستحقق في أحداث قافلة السفن التركية التي كانت متجهة إلى غزة.