· تسود إسرائيل، في الوقت الحالي، حالة من القلق الشديد إزاء تعميق علاقات التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله. وفي ضوء ذلك، فإن إسرائيل قامت مؤخراً بالتوجه إلى كل من الولايات المتحدة وفرنسا، طالبة منهما إعادة دراسة علاقاتهما الأمنية مع الجيش اللبناني.
· في الآونة الأخيرة، تم تعيين بضعة ضباط شيعة مؤيدين لحزب الله في وظائف رفيعة المستوى في الجيش اللبناني. وفي إطار ذلك، مثلاً، فإن القائد الجديد للوحدة التاسعة في هذا الجيش، التي ترابط في القطاع الشرقي من الحدود مع إسرائيل، هو ضابط شيعي يعمل بالتنسيق والتعاون مع قوات حزب الله في تلك المنطقة. ومنذ تعيينه في هذا المنصب قبل بضعة أشهر، فإن حوادث إطلاق النار على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي العاملة هناك ازدادت كثيراً. كما أن الجيش اللبناني يتعاون مع حزب الله في إبعاد جنود القوات الدولية (اليونيفيل) من قرى جنوب لبنان.
· وعندما قامت إسرائيل، قبل فترة وجيزة، بممارسة ضغوط على سورية كي تمنع نقل أسلحة متطورة مضادة للطائرات إلى حزب الله، وجهت الحكومة اللبنانية طلبات إلى الحكومة الفرنسية لشراء صواريخ متطورة مضادة للطائرات من إنتاج فرنسا. وكانت التقديرات في إسرائيل هي أن هذه الصواريخ ستصل في نهاية الأمر إلى حزب الله. ومارست إسرائيل ضغوطاً كبيرة على فرنسا أسفرت عن قيامها ببيع لبنان صواريخ مضادة للدبابات فقط. وحتى الآن، فإن الجيش اللبناني كان يتزود بأسلحة من الغرب، لكنه في الآونة الأخيرة وقّع صفقة مع الصين لشراء صواريخ مضادة للدبابات.
· وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تسلحان الجيش اللبناني فحسب، بل تقومان أيضاً بتدريبه. وقبل نحو أسبوعين، أجرت القوات البحرية الفرنسية تدريبات مشتركة مع القوات اللبنانية الخاصة، كما تم مؤخراً تجديد اتفاقيات الدفاع المشتركة بين الدولتين في مجالي الاستخبارات والحرب الإلكترونية.
من ناحية أخرى، فإن أصداء القلق الإسرائيلي وصلت إلى أروقة مؤسسات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي أجرت بدورها مناقشات تتعلق بالتعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله.