من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن تهديدات الحرب ضد إسرائيل هدأت قليلاً، إلا إن الصيف الحالي الذي يمر على لبنان هو صيف حارّ جداً، فهناك قضيتان معقدتان تتداخلان أحياناً فيما بينهما: قضية التحقيق الدولي المتعلق بعملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، وقضية اعتقال أشخاص يتم وصفهم بأنهم أعضاء في شبكة تجسس إسرائيلية. وتثير القضيتان، في الآونة الأخيرة، تداعيات دراماتيكية كثيرة.
· ونهار أمس، نُشرت أنباء عن هروب بضعة مشتبهين بالتجسس لمصلحة إسرائيل إلى ألمانيا، في حين أن الخناق الناجم عن التحقيق الذي تجريه المحكمة الدولية الخاصة بشأن اغتيال رفيق الحريري يضيق أكثر فأكثر حول عنق الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله. وقد اضطر نصر الله نفسه إلى إلقاء خطاب مساء أمس، وكان ثاني خطاب له خلال أسبوع واحد.
· وكما كان متوقعاً، فإن نصر الله نفى أي صلة لحزب الله بعملية اغتيال الحريري في سنة 2005، لكنه أعلن بصورة مفاجئة أن نجل الحريري، وهو رئيس الحكومة اللبنانية الحالية سعد الحريري، هو الذي بلّغه أن المحكمة الدولية ستحمّل أفراداً من الحزب المسؤولية عن حادثة الاغتيال. ووفقاً لادعاء الأمين العام لحزب الله (الذي نقل أقوال رئيس الحكومة اللبنانية)، فإن المدعي العام في المحكمة الدولية، دانيال بيلمـار، ينوي أن يعلن أنه لا توجد أي أدلة على تورط سورية أو على تورط حلفائها في لبنان في عملية الاغتيال، لكنه سيعلن في الوقت نفسه أن ثلاثة أو أربعة ناشطين من حزب الله كانوا متورطين فيها. وأكد نصر الله أن سعد الحريري أوضح له أنه يعرف أن حزب الله لا علاقة له بعملية الاغتيال مطلقاً.
· وإذا كانت أقوال نصر الله صحيحة، فإن هذا يدل على أن الحريري الابن يرى أن العلاقات السياسية أهم من الدم. ويجوز أنه فهم، وهو الذي قام في الآونة الأخيرة بزيارات كثيرة إلى سورية، أن مصيره يمكن أن يكون شبيهاً بمصير والده في حال قيامه باختيار تأييد المدعي الدولي الخاص الذي يحقق في عملية الاغتيال. كما يبدو أن الحريري يسعى لقطع الصلة بين المتهمين المحتملين وبين منظمتهم الأم ـ حزب الله، وبذا، فإنه يأمل في منع انهيار حكومة الوحدة الوطنية، وتجنب استئناف المعارك الطائفية في لبنان.
· لقد دعا نصر الله أمس معسكر "14 آذار" المناهض لسورية إلى إجراء مراجعة ذاتية، ولمح إلى احتمال أن تكون إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال الحريري الأب. ومع ذلك، فإنه أكد أن حزب الله لا ينوي أن يبادر إلى أي خطوة حربية في المنطقة.
· وأكدت مصادر ضالعة في التحقيق الدولي أن لوائح الاتهام المتعلقة بعملية اغتيال رفيق الحريري ستقدّم في الفترة بين أيلول/ سبتمبر المقبل ونهاية العام الحالي. ووفقاً لهذه المصادر، فإن المدعي العام من طرف الأمم المتحدة سيعلن أسماء أفراد من حزب الله، وهم من الدائرة المقربة من نصر الله. وهناك احتمال أن يتم ذكر اسم عماد مغنية، رئيس جهاز "الإرهاب" الدولي لدى حزب الله، الذي اغتيل خلال عملية مجهولة وقعت في دمشق في شباط/ فبراير 2008، وعزاها نصر الله وحزب الله إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، تواصل وسائل الإعلام في لبنان نشر مزيد من الأنباء والتقارير المتعلقة بقضية التجسس الأخيرة. وعلى ما يبدو، فإن لدى نصر الله مصلحة كبيرة في صرف اهتمام الرأي العام في لبنان نحو الشبهات التي تحوم حول إسرائيل. ولا شك في أنه سيقوم لاحقاً باتهام إسرائيل بالوقوف وراء المؤامرة التي تحيكها الأمم المتحدة ضده.