· لا أعلق أي آمال على المفاوضات الجارية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فالفجوة الكبيرة بين مواقف الطرفين عصية على الجَسْر. غير أن هناك اعتبارات شخصية وسياسية ودولية تدفع الطرفين إلى الاستمرار فيها. ومع ذلك يتعين علينا أن نطرح السؤال التالي: ماذا يخبئ لنا المستقبل، في ظل انعدام اتفاق ثنائي؟
· منذ حرب الأيام الستة [حزيران/ يونيو 1967] وما أسفرت عنه من سيطرة للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، ونحن نشهد حدوث عمليتين من شأن كل منهما أن تؤدي، إذا لم يتم كبحها، إلى نهاية إسرائيل كدولة يهودية.
· العملية الأولى هي العملية الديموغرافية، التي تنذر بالسوء. أما الثانية فهي المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، التي تحركها دوافع أيديولوجية، وتهدف إلى توسيع حدود الدولة. صحيح أنه ليس لدينا سيطرة على العامل الديموغرافي الفلسطيني، غير أنه لا يجوز لنا أن نسمح باستمرار الاستيطان اليهودي بشكله الحالي، الذي من شأنه أن يؤدي إلى قيام دولة ثنائية القومية.
· إن ما يتعين علينا أن نفعله هو أن نفكك، بصورة أحادية الجانب، المستوطنات الإسرائيلية جميعها الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى والجدار الفاصل، كي تصبح هذه المناطق خاضعة للقرار الذي سيتخذه الفلسطينيون، والذي يمكن أن يؤدي إمّا إلى إقامة دولة مستقلة، وإما إلى التدهور نحو الفوضى. وبذا نضمن غالبية يهودية مستقرة.
· إن هذا التحدي هو صهيوني من الدرجة الأولى. وأدعو الأحزاب جميعها التي ستخوض الانتخابات المقبلة، إلى أن تدرج هذا الموضوع، منذ الآن، في برامجها الانتخابية.