خيبة الأمل في إسرائيل من أوباما ناجمة عن عدم تغيير سياسته
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       على الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قام، الشهر الفائت، ببذل أقصى جهوده من أجل تمرير رسالة صداقة وتعاون إلى إسرائيل، فإن الإسرائيليين ما زالوا حتى الآن غير راضين عنه تماماً. وقد أظهر استطلاع للرأي العام، نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" نهار الجمعة الفائت، أن أغلبية السكان اليهود في إسرائيل (46%) لا تزال تعتقد أن أوباما هو رئيس "مؤيد للفلسطينيين"، في حين أن نسبة الذين يعتقدون أنه رئيس "مؤيد لإسرائيل" هي 10% فقط، بينما يعتقد أكثر من الثلث (34%) أن أوباما هو رئيس حيادي.

·       وفي نهاية الأسبوع الفائت لفت نظري مقالان يتعلقان بالرئيس الأميركي، نُشرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية: الأول هو لأحد كتّاب الأعمدة الصحافية في صحيفة أسبوعية تابعة لليمين، ويؤكد فيه أن نحو نصف اليهود في الولايات المتحدة لم يعودوا مؤيدين للرئيس أوباما، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق؛ الثاني نُشر في صحيفة تتبنى مواقف اليسار ويؤكد كاتبه أن مشكلة أوباما كامنة في فشل حملة علاقاته العامة، وهذا تقويم غير دقيق على الإطلاق. ومهما يكن، فإن هذين المقالين هما نموذج واضح لعملية فحواها أنه يمكن تفصيل ما نراه من أوباما على مقاس الجهة التي تقوّم سياسته.

·       أمّا في الواقع الحقيقي فلا بُد من القول إن هناك خيبة أمل كبيرة لدى الرأي العام الأميركي من أوباما، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية المستمرة في التدهور، واستمرار الحرب في أفغانستان، فضلاً عن إصراره على التركيز على قانون الضمان الصحي. ومع ذلك، فإن اليهود الأميركيين ما زالوا، في معظمهم، مؤيدين له.

وبالنسبة إلى إسرائيل فإن الفئات التي تنظر إلى أوباما بكثير من الشك لديها سبب وجيه لذلك، وهو كامن، في رأيي، في خيبة أملهم من سياسته العامة تجاه إسرائيل. ولعل ما يبرهن على ذلك هو أنه قبل قيام أوباما بإلقاء خطابه في جامعة القاهرة، كانت نسبة اليهود الإسرائيليين الذين يعتقدون أنه مؤيد للفلسطينيين هي 14% فقط، في حين أن نسبة الذين يعتقدون أنه مؤيد لإسرائيل كانت أكثر من 30%.