· إن القرارات جميعها التي سيتم اتخاذها عقب الضربة الصاروخية القاتلة التي تعرض لها مصنع "نيرلات" للدهانات في كيبوتس نير عوز أمس، فيما لو اتخذت قرارات فعلاً، كان يمكن اتخاذها قبل مقتل العامل أمنون روزنبرغ من كيبوتس نيريم. فمنذ أسبوعين والخيار الماثل أمام إسرائيل واضح للغاية: إمّا إبرام اتفاق تهدئة مع "حماس"، بموجب اقتراح أعدته مصر، وإمّا شن عملية عسكرية داخل القطاع. إن ثمن كل واحد من هذين الخيارين معروف أيضاً، لكن ليس هناك من يتخذ القرار المصيري بشأنهما.
· إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، غارق حتى أذنيه في مشكلات عويصة، كما أن الوزراء في الحكومة يتخبطون كلهم ما بين الاعتبارات الأمنية والسياسية. وفي هذه الأثناء فإن سكان النقب الغربي هم الذين يدفعون ثمن هذا التقاعس والعجز.
· إن الأحداث الميدانية هي التي ستملي الخطوات الإسرائيلية المقبلة، بدلاً من أن يكون هناك سياسة إسرائيلية معينة تؤثر في الوضع الميداني. وبحسب ما تبين أمس، فإن الجيش الإسرائيلي لن يمر مرور الكرام على مقتل العامل في المصنع. وهنا يبقى السؤال: كيف سيرد؟ لقد لـمّح وزير الدفاع، إيهود باراك، أمس، إلى أن "عملية الجيش الإسرائيلي باتت أقرب من أي وقت مضى، ويبدو أنها ستدفع بالتهدئة قدماً".
· إن باراك لا يتحدث، بالضرورة، عن العملية العسكرية الكبرى في أنحاء القطاع كله، وإنما عن عملية في منطقة محددة منه، هدفها "تلقين 'حماس' درساً"، ثم التوصل إلى تهدئة من موقع قوة. وهناك خيار نظري آخر هو هجوم جوي ضد هدف يمكن اعتباره نوعياً.
· لقد أيد وزير الدفاع وقادة الجيش الإسرائيلي، حتى يوم أمس، إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار، في حين أن جهاز الأمن العام يعارض، طوال الوقت، وقف إطلاق النار من أي نوع كان، بحجة أن ذلك سيمكن "حماس" من أن تعاظم قوتها استعداداً لجولة قتالية أخرى. على أي حال، فإن تجربة الماضي تثبت أننا على أعتاب "فصل الحروب".