من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كيف ستبدو حرب لبنان الثالثة في حال اندلاعها؟ بهذا القدر أو ذاك ستبدو على الوجه التالي: ستكون إسرائيل، ليومين أو ثلاثة أيام، عرضة للقصف بآلاف الصواريخ. وهذه الصواريخ ستكون في معظمها قصيرة المدى وستلحق أضراراً بالمنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية حتى شمال حيفا، وسيكون جزء منها صواريخ متوسطة المدى ستلحق أضراراً بالمنطقة الممتدة حتى شمال هيرتسليا، وسيكون جزء ضئيل منها صواريخ بعيدة المدى ستلحق أضراراً بتل أبيب ومنطقة الوسط وشمال النقب. بكلمات أخرى، فإن الجبهتين الداخلية والعسكرية ستكونان عرضة لهجوم غير مسبوق من قبل 160 قرية شيعية في جنوب لبنان تحولت في الآونة الأخيرة إلى قواعد صاروخية.
· لا شك في أن ردة الفعل الإسرائيلية ستكون ساحقة، إذ سيقوم سلاح الجو بتدمير أهداف تابعة لحزب الله، بما فيها أهداف قائمة قرب المستشفيات والمدارس، وستقوم القوات البرية بتدمير أهداف أخرى لهذا الحزب، بواسطة عملية غزو برية ستتكبد فيها القوات خسائر فادحة. ونتيجة الهجوم المضاد من جانب الجيش الإسرائيلي، فإن إطلاق الصواريخ سيتناقص بالتدريج إلى أن يتوقف كلياً. وسيقوم لبنان بدفن آلاف الضحايا، وبينهم مدنيون كثيرون، في حين ستقوم إسرائيل بدفن مئات الجنود. ومعنى ذلك أن حرب لبنان الثالثة ستكون نسخةة أعنف كثيراً من حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، التي كانت تداعياتها شبيهة بتداعيات حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973].
· في الأسابيع القليلة الفائتة، سرت في إسرائيل شائعات قوية فحواها أن حرباً أخرى ستندلع في الصيف الحالي، لكن يبدو أنها شائعات سابقة لأوانها وغير صحيحة، ذلك بأن الحدود الشمالية ما زالت هادئة، فضلاً عن أن [الرئيس السوري] بشار الأسد وحزب الله يدركان جيداً ما الذي سيحل بهما في حال قيامهما بشن حرب على إسرائيل، ويبدو أنهما غير معنيين أيضاً بحرب فورية. ويمكن القول إن ما يجعل هذا الهدوء مستقراً هو توازن الرعب القائم بين إسرائيل من جهة وبين سورية وحزب الله من جهة أخرى.
· لكن على الرغم من أن حرب لبنان الثالثة لن تندلع غداً، إلا إنها ربما تندلع بعد غد. وهناك سيناريوهان للأسباب المحتمل أن تؤدي إلى اندلاع حرب بعد غد: الأول هو قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران. ولا شك في أن [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد لن يتردد، في هذه الحال، في توجيه ضربة إلى إسرائيل بواسطة قواته الأمامية [حزب الله] المنتشرة جنوبي الليطاني.
· أمّا السيناريو الثاني فهو تحوّل إيران إلى دولة نووية، ذلك بأن من الجائز أن تشعر إيران، بعد فترة قصيرة من امتلاكها القدرة على إنتاج سلاح غير تقليدي، بأن يدها طليقة لشن حرب تقليدية على إسرائيل تساهم في إضعافها. وسواء قامت إسرائيل بمهاجمة إيران، أو تحولت هذه إلى دولة نووية، فإن النتيجة ستكون حرباً صاروخية في الشمال.
· في الأسبوع المقبل سيلتقي الرئيس باراك أوباما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وسيتكلم أوباما على فلسطين، في حين أن نتنياهو سيتكلم على إيران. لكن ما يتعين على الزعيمين التحدث عنه أولاً وقبل أي شيء، هو حرب لبنان الثالثة، التي يمكن أن تندلع في إبان ولايتيهما، والتي يتوجب عليهما منعها.
يمكن منع اندلاع حرب لبنان الثالثة إذا ما توصل الزعيمان إلى الصفقة التالية: قيام الولايات المتحدة بعملية حازمة ضد إيران في مقابل مبادرة إسرائيلية حازمة إزاء سورية وفلسطين. وإذا لم يفعلا ذلك، فإن كلاً منهما سيتحمل المسؤولية الشخصية عن النتائج الكارثية لتلك الحرب.