نتنياهو يلغي الاجتماع الثاني للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية بحجة تسريب معلومات من مداولات الاجتماع الأول
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة إن نتنياهو يدرس إمكان تكليف جهاز الأمن العام [شاباك] بإجراء تحقيق في هذا الشأن لمعرفة الجهة التي سربت المعلومات، بما في ذلك إخضاع جميع وزراء المجلس المصغر (19 وزيراً) وكبار المسؤولين الأمنيين الذين اشتركوا في الاجتماع الأول إلى فحص جهاز كشف الكذب (البوليغراف). وقد عقد رئيس جهاز شاباك يورام كوهين أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين جرى خلاله التداول في هذا الشأن.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (6/9/2012) أن نتنياهو قصد بأقواله المذكورة قيام أحد الأشخاص الذين اشتركوا في اجتماع المجلس الوزاري المصغر أول من أمس (الثلاثاء) بتسريب معلومات إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقعها الإلكتروني تفيد بوجود خلافات بين وزراء المجلس فيما يتعلق بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن إقدام رئيس الحكومة على إلغاء الاجتماع الثاني للمجلس الوزاري المصغر يدل على شعوره الشديد بالإحباط جراء عدم تمكنه من تجنيد تأييد كبير داخل حكومته لخطوة شن هجوم عسكري على إيران في الوقت الحالي.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (6/9/2012) إن عدداً من الوزراء طالب أن تتولى هيئة وزارية مقلصة اتخاذ القرارات الأمنية الحساسة. ودعا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى تغيير قانون أساس الحكومة كي يصبح في إمكان طاقم وزاري مقلص أن يتخذ أي قرارات ذات طابع أمني حساس بدلاً من المجلس المصغر.

في الوقت نفسه نقلت الصحيفة عن وزراء من المجلس المصغر قولهم إن الهدف من وراء خطوة نتنياهو هذه هو مصادرة الحق في اتخاذ أي قرار يتعلق بإيران من يد الحكومة والمجلس الوزاري المصغر. 

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو صباح أمس (الأربعاء) إلغاء الاجتماع الثاني الذي كان من المقرر أن يعقده المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية لاستكمال مناقشة التقديرات السنوية لأجهزة الاستخبارات المتعددة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والتغيرات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحجة تسريب معلومات من مداولات الاجتماع الأول لهذا المجلس الذي عقد أول من أمس (الثلاثاء) إلى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقال رئيس الحكومة في مستهل اجتماع يوم أمس: "بعد وقت وجيز من انتهاء الاجتماع الأول حدث أمر خطر للغاية، وهو تسريب معلومات من مداولات المجلس الوزاري المصغر. إن أمن الدولة ومواطنيها يجب أن يبقى رهن القدرة على إجراء مداولات سرية ومعمقة في هذا المجلس المصغر، ويجب أن يتم استعراض جميع الوقائع والآراء والتداعيات أمامه، وهذه هي أداة عمل أساسية في إدارة أمن الدولة، غير أن شخصاً معيناً مس بشكل خطر الثقة التي يمنحها مواطنو إسرائيل إلى هذا المجلس. وهذا الشخص خرق القواعد الأكثر أساسية المتعلقة بإجراء مداولات في المجلس الوزاري المصغر، وشوّه سمعة هؤلاء الذين حضروا الاجتماع ولم يسرّبوا معلومات من مداولاته."

وأضاف نتنياهو: "ليست لدي أي شكوى ضد وسائل الإعلام التي تقوم بواجبها لكن لدي شكوى ضد من خرق الثقة الأكثر أساسية المطلوبة لإجراء مداولات في المجلس الوزاري المصغر بشأن قضايا تهم أمن إسرائيل، وبذا ألحق الضرر بقدرتنا على إجراء مداولات سرية. ونظراً إلى أن لدي مسؤولية إزاء مواطني دولة إسرائيل وإزاء أمنها أعلن إلغاء هذا الاجتماع."