· فتح وزير الدفاع إيهود باراك فمه الذي أغلقه بمشورة مستشاريه منذ أن خاض الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل، وما إن فتحه حتى أطلق رسالة يمينية. لقد قال إن السلام مع الفلسطينيين هو فانتازيا، وعملياً ليست هناك أي عملية سياسية حقيقية. واضح أن أقوال باراك تربك رئيس الحكومة إيهود أولمرت قليلاً، لكن هناك الكثير من المنطق في كلامه
· في بداية الأسبوع الفائت نُشرت خطة السلام الخاصة برئيس الدولة شمعون بيرس التي تنص على إقامة دولة فلسطينية في جميع المناطق (المحتلة) باستثناء الكتل الاستيطانية التي ستستبدل بأراض من المناطق الخاضعة لسيادة إسرائيل. لكن الأحداث في الخليل جاءت لتجعل الخطة مثاراً للهزء والسخرية. فإذا كان آلاف الجنود وأفراد حرس الحدود يعانون الأمرين في نقل عائلتين أو ثلاث عائلات يهودية من الخليل، فما الذي ينتظرنا عندما سيتم إخلاء كريات أربع كلها؟
لا يوجد لدينا من في إمكانه أن ينفذ عملية تاريخية جدية بعد عملية الانفصال (عن قطاع غزة) الإشكالية. والمشكلة تتعلق بالشريك. باراك على حق عندما يقول إن الأمر يحتاج إلى عدة أعوام حتى تنضج عملية حقيقية تتضمن تنازلاً فلسطينياً مقنعاً عن حق العودة لا وعوداً على الورق فحسب. كما أن المشكلة قائمة داخل الجيش الإسرائيلي الذي تتكشف فيه جيوب من التمرّد في كل مرة. ومن يدري، لعل وزير الدفاع يأخذ هذه المشكلة العويصة في الحسبان عندما يؤجل السلام حتى إشعار آخر غير معلوم؟