· على مدار عدة أعوام استخدمت الاستخبارات الإسرائيلية، أو اعتقدت أنها استخدمت، عميلاً رفيع المستوى لجهاز الموساد في قلب المؤسسة السياسية السورية. وهذا العميل، الذي عُرف باسم "سور عكا"، وفّر الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى الاستخبارات الاستراتيجية وهو ما كان يدور في ذهن الرئيس حافظ الأسد. واتضح في ما بعد أن بعض المعلومات التي نسبت إلى هذا العميل كانت من نسج خيال المسؤول عنه، يهودا غيل.
· ومع ذلك فإن إسرائيل تحتاج الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى عميل من هذا النوع يزودها لا بالمعلومات التقنية عن حجم القوات وصفقات الأسلحة وتطوير القدرات فحسب، وإنما بما يشير أيضاً إلى وجهة الحاكم.
· لا نقاش في أن الجيش السوري يمر بتغيير جوهري. السؤال هو: ما هو طابع هذا التغيير وما هي وجهة بشار الأسد؟ في داخل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الموساد يستمر الجدل بين الذين يرون أن ما يحصل في سورية لا يتعدى تعزيز قدراتها الدفاعية تحسّباً لاحتمال هجوم إسرائيلي مفاجئ، وبين الذين يعتقدون أن في سورية ثمة من يفكر بصورة جادة في شن هجوم على إسرائيل.
· قبل مدة وجيزة قال مصدر رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية خلال محادثة مغلقة: "لقد انتعش السوريون جراء إنجازات حزب الله، وربما يكونون قد انتعشوا أكثر من اللازم. من ناحية أخرى يفهم الأسد أن سيناريو الضاحية الجنوبية يمكن أن يتكرر في دمشق أيضاً، ولدينا في دمشق أهداف أكثر لمهاجمتها. ولذا فإني أؤمن بأنه عندما يصرح بأنه يرغب في تحرير الجولان بطريقة سلمية، لكنه مستعد لانتهاج طرق أخرى أيضاً، فإنه يعني ذلك".