· مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية يمكننا القول بثقة إن جمهورية إسلامية جديدة قد نشأت بالقرب منا. وحتى قبل نشر النتائج الرسمية، قيل الكثير من جانب المعلقين والصحافيين الذين حاولوا تصوير المستقبل بصورة متفائلة، وبذل عدد من الجيوسياسيين جهدهم لتهدئة المخاوف. لكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء على خطأ، مثلما أخطأ قادة العالم الحر عندما رفضوا الاقتناع بأن لا شيء يمكن أن يفرض تطبيق الديمقراطية بالقوة.
· إن مصر الجديدة لن تكون دولة ديمقراطية، فالديمقراطية كانت مجرد أداة استخدمها الإخوان المسلمون من أجل الوصول إلى السلطة، ومن الصعب قيام ديمقراطية في ظل حكم ديني. إن خطاب الإخوان المسلمين هو عبارة عن ديماغوجيا رخيصة لكن مفيدة جداً، فبالنسبة إلى شعب عانى أعواماً طويلة من الفقر المدقع ومن القمع الفظيع، يبقى الله هو الأمل الوحيد، إذ يعتبر الأخوان المسلمون أنهم يعكسون إرادة الله، وبالتالي يعرفون ما ينفع هذا الشعب وما يضره.
· يحاول دعاة تهدئة المخاوف من التغييرات في مصر، ولا سيما داخل إسرائيل، الادعاء أن الثورة لم تنته، وأن شباب ميدان التحرير ليسوا مع الحكم الإسلامي، وأن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يسمحوا للرئيس الجديد بتحقيق سياسته. لكن هذا الكلام لا يعدو أن يكون مجرد افتراضات، فكل مَن لا يرى الحقيقة الماثلة أمامه سيخيب أمله.
· إن الافتراض الأساسي الذي على إسرائيل أن تنطلق منه هو أن مصر الجديدة لن تكون مصر مبارك. وعلى مسؤولي الدولة تغيير خطابهم والبحث عن أفضل الأدمغة من أجل الاستعداد لما هو آت.
· تواجه إسرائيل مشكلة كبيرة على حدودها مع مصر، وحتى انتهاء الحكم الجديد من ترتيب أوضاعه تستطيع الاعتماد على المجلس العسكري. لكن علينا أن نستعد لحدوث تغيرات كبيرة، مثل خضوع المجلس العسكري والجيش المصري للسلطة الجديدة.
ليس في إمكان الحكم الجديد في مصر تجاهل ما يجري في الخارج، وهو بحاجة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى، مثل روسيا، من أجل توطيد سلطته. ومع ذك ليس مستبعداً أن تتحول مصر في القريب العاجل إلى جمهورية إسلامية تقود المنطقة.