ما بين مرسي وإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر لا يمكن أن يشكل خبراً مفرحاً بالنسبة إلينا. إلاّ إنه من الخطأ الكبير أن تكون ردة فعلنا الأولى هي الهرع إلى الملاجىء في انتظار ما سيحدث. فإسرائيل ليست عاملاً غير فاعل في التطورات الجديدة في الشرق الأوسط، وهي قادرة على التحرك من أجل ضمان ألاّ يتغير المشهد ضد مصلحتها. وفيما يلي بعض الإمكانات للقيام بذلك:

1- الوصول إلى مرسي وإلى الوسط المقرب منه وإلى الأشخاص الذين سيعينهم قريباً وزراء في حكومته وإلى مساعديهم، فعلينا أن نشرح لهم نظرتنا إلى العلاقات بين الدولتين، وكيف يمكننا أن نخدم المصلحة المصرية. وتكون هذه مناسبة كي نفهم جيداً موقف الإخوان المسلمين من الوضع بعد وصولهم إلى السطة.

2- علينا الضغط على الكونغرس الأميركي وعلى الإدارة كي نضمن أن مرسي يدرك حاجته إلى علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة (والتي لا يستطيع من دونها تحقيق أي من توقعات الجمهور الذي انتخبه)، وأن عليه المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل، وهذا لا يقتصر فقط على عدم تحقيق الفكرة الغبية الرامية إلى طرح الاتفاق على الاستفتاء العام، بل عليه أن يتعهد بأن هذا الاتفاق لن يتحول إلى اتفاق وقف إطلاق نار، وأنه سيضمن حركة التنقل للبضائع والأشخاص على الحدود، واستمرار خطوط الطيران.

3- علينا توثيق العلاقات مع محيطنا القريب، مع الفلسطينيين والأردنيين والأتراك. ويتعين على إسرائيل أن تتجنب الوضع الاستراتيجي الذي سيجعلها تقف في مواجهة مع أكبر ثلاث دول إسلامية في المنطقة: مصر وتركيا وإيران.

4- ينبغي استئناف المحادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمود عباس في أقرب وقت ممكن، ولا سيما في إثر تخليه عن بعض الشروط التي وضعها لاستئناف الحوار. ويجب أن يوصلنا هذا الحوار إلى الاتفاق الدائم. وفي حال كانت الحكومة الحالية غير مستعدة للتسوية الدائمة ودفع الثمن المترتب عليها، فالتوصل إلى اتفاق جزئي يؤدي فيما بعد إلى اتفاق دائم يبدو حلاً عملياً أكثر. ويجب أن يؤدي هذا الاتفاق الموقت إلى نشوء دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة، مع الأخذ بالاعتبار رؤية التسوية الدائمة والجدول الزمني من أجل تحقيقها.

نستطيع أن نقترح إجراء محادثات مع الفلسطينيين على الأراضي المصرية، وسيشكل هذا تحدياً للسلطة المصرية الجديدة، كما أنه سيعطيها دوراً في هذا الموضوع المهم بالنسبة إلينا، وربما سيمنحها إنجازاً سياسياً في حال كان في الإمكان تحقيق تقدم مهم نحو حل هذا النزاع الذي لا ينتهي.