· كيف ينظر الرئيس المصري الجديد محمد مرسي إلى شبكة العلاقات مع إسرائيل؟ وإلى أين تتجه العلاقات بين البلدين؟
· يرى مدير معهد دراسات الأمن القومي عاموس يادلين أن "مَن يتأمل في اقتصاد مصر، يدرك حجم الصعوبات التي تواجهها هذه الدولة نتيجة توقف الاستثمارات وتراجع السياحة. فمن المؤكد أن مصر لا ترغب في وقف المساعدة الأميركية لها، والتي تبلغ 1,3 مليار دولار سنوياً، ناهيك عن أن دخولها في حرب ضد إسرائيل سيزيد من إنفاقها وسيلحق الضرر بمداخيلها من قناة السويس." ويضيف يادلين أن "الحرب غير مطروحة. لكن على الرغم من ذلك، وكي لا نتعرض لأي مفاجأة، على الجيش الإسرائيلي أن يعيد بناء قسم من الفرق العسكرية التي قلّصها في إثر توقيع اتفاق كامب دايفيد، وأن يستأنف طلعاته الجوية التي ألغاها"، لافتاً إلى "أن السلام البارد الذي ميز العلاقات بين إسرائيل ومصر سيكون أكثر برودة، وسيصبح سلاماً جامداً، لكنه لن يكون حرباً. فقد نضطر إلى سماع كلام لا نحبه من المصريين، وإلى رؤية أفعال لا نود رؤيتها مثل اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة."
· وأعرب يادلين عن عدم مفاجأته من وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، "ذلك بأنهم كانوا، بعد سقوط مبارك، الحزب الأكثر تنظيماً والأكثر استعداداً للوصول إلى الحكم"، داعياً إلى "عدم الدخول في حالة "رعب"›، إذ لا يوجد بين مصر وإسرائيل تناقض حقيقي في المصالح، أو خلافات على الأرض، أو في مجال الاقتصاد، كما أنه ليس هناك مطالب تاريخية بينهما. فقد جرى نقاش بشأن هذه الموضوعات كافة وتم التوصل إلى حلها ضمن إطار اتفاق كامب دايفيد. لقد ظل السلام بارداً مع مصر نظراً إلى أنها كانت تعتبر نفسها زعيمة العالم العربي، فلم تشأ منح هذا السلام حرارة، وهذا لن يتغير الآن."
· أمّا اللواء في الاحتياط غيورا أيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي فقال: "تستطيع إسرائيل أن تخاطر بعدم الشروع في بناء قوة كبيرة في إثر التغييرات في مصر. فلا حاجة في الوقت الراهن إلى شراء سلاح وقطع غيار من أجل إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة ضد مصر، على غرار ما يجري الإعداد له للحرب ضد سورية وحزب الله أو غزة. ولن تغير تصريحات محمد مرسي شيئاً، مهما بلغ عددها ومهما زادت حدتها، فالقيود المفروضة عليه ستجبره في نهاية المطاف على مواجهة الفارق الحقيقي بين الكلام وبين الأفعال. إن مصر لا تحصل من الولايات المتحدة على السلاح فقط، بل أيضاً على القمح الذي يُصنع منه الخبز، وهو بالتالي يؤدي إلى زيادة النمو. فإذا لم يتحقق النمو في مصر وتحول الفقر إلى جوع، فإن هذا ما لا يرغب في حدوثه أي رئيس للجمهورية خلال العام الأول، أو العامين الأولين، من حكمه."
وعلق رئيس مركز هرتسوغ لأبحاث الشرق الأوسط التابع لجامعة بن- غوريون البرفسور يورام عميطال على الأحداث في مصر فقال: "إن الأجواء السلبية التي سادت وسائل الإعلام الإسرائيلية تستند بصورة خاصة إلى الافتراض الذي لم تثبت صحته بعد بأن مصر قد تحولت إلى جمهورية دينية متشددة شبيهة بإيران. ويستند هذا الكلام إلى مخاوف ورعب وليس إلى قراءة صحيحة للواقع السياسي الجديد في مصر." وأضاف أنه "خلال الأعوام الأخيرة تبنى الإخوان المسلمون مواقف أكثر براغماتية، وأوضح زعماؤهم التزام حركتهم بالاتفاقات المعقودة في الماضي مثل اتفاق السلام مع مصر." لكن على الرغم من ذلك يشير عميطال إلى "أن الانتقادات ستزداد ضد السياسة الإسرائيلية وكذلك الخطاب الحاد، نظراً لأن مرسي يعتبر إسرائيل دولة معادية لا ترغب في التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وهو، ومَن يحيطون به، يحمّلون إسرائيل وحدها مسؤولية الوضع."