من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· مَن يستطيع وقف المذابح في سورية؟ لاأحد. فلا الحلف الأطلسي، ولا الولايات المتحدة، ولا تركيا، يريدون الدخول في مواجهة مع الجيش السوري الذي لا يزال جيشاً قوياً. أمّا التدخل الإسرائيلي فإنه سيزيد الأمور سوءاً.
· لا أحد يعرف من سيستولي على السلطة في سورية في حال انهزم جيش بشار الأسد. وإزاء هذا الغموض، يقف العالم متفرجاً في حين يُقتل المئات يومياً. فهل فعلاً ليس هناك ما يمكن فعله غير الشكوى والإدانة؟
· مما لا شك فيه أن الأسد ليس معزولاً ولديه أصدقاء أقوياء جداً، على رأسهم إيران التي تدعم سورية وتعتبرها حليفة لها وخط دفاعها الأول، وهناك أيضاً الصين وروسيا، الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الأمن، واللتان تمنعان اتخاذ أي خطوة تلحق الضرر بالأسد.
· من هنا نتساءل: كيف يمكن توجيه ضربة مؤلمة إلى الأسد؟ وهل هناك نقطة ضعف يمكن استغلالها؟
· إن نقطة ضعف الأسد ليست في سورية، وإنما في لبنان حيث يوجد حزب الله، هذا التنظيم الإرهابي الذي يملك وحدات عسكرية كبيرة وجيشاً أقوى بكثير من الجيش اللبناني العامل على الأرض، كما يملك مخزوناً من السلاح مثل ذلك الذي تملكه الجيوش النظامية. فحزب الله، الذي تدربه إيران وتسلحه، هو حليف الطاغية السوري، ويشارك مقاتلوه في أعمال القتل التي تجري في سورية، وفي مهاجمة اللبنانيين الذين يتظاهرون ضد ما يحدث هناك.
· إن الجيش الذي يملكه حزب الله هو جيش غير شرعي، إذ يتناقض وجوده مع القانون الدولي، ويشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية كونه يرفض أن يكون خاضعاً للجيش اللبناني، كما أن هدفه مهاجمة إسرائيل بصواريخه التي تشكل خطراً على الشرق الأوسط. لذا يشكل الحزب هدفاً شرعياً لجميع الذين يتطلعون إلى إعادة الحياة الطبيعية إلى الشرق الأوسط، وهو يشكل أيضاً نقطة ضعف الأسد. فمن شأن تفكيك جيش حزب الله أن يضعف سورية بصورة كبيرة.
· خلال الأعوام الأخيرة تجاهل المجتمع الدولي هذا التنظيم الإرهابي المرتبط بإيران وسورية، والذي يهدد إسرائيل ويشكل خطراً على لبنان. وهنا يجب التذكير بأن قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في آب/أغسطس 2006 دعا إلى نزع سلاح جميع التنظيمات المسلحة في لبنان. وقد تطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته الأخيرة لبيروت إلى موضوع حزب الله قائلاً: "كل سلاح ليس خاضعاً لسلطة الدولة غير مقبول بالنسبة إلينا." لكن حزب الله تجاهل هذه الدعوات، وقام خلال الأعوام الأخيرة بزيادة مخزونه من السلاح بمساعدة إيران وحزب الله، وهو يساعد الأسد في قتل أبناء شعبه.
· لقد آن أوان المبادرة إلى القيام بخطوات دبلوماسية من أجل نزع سلاح حزب الله تكون متطابقة مع القانون الدولي. وعلى مجلس الأمن أن يطرح على جدول أعماله مسألة عدم احترام حزب الله للقرار 1701. ونتوقع من الصين وروسيا، اللتين تعبّران عن قلقهما جراء المس بسيادة أي دولة من الدول، أن توافقا على نزع سلاح حزب الله، لأن ذلك سيساعد في المحافظة على سيادة لبنان.
· يتعين علينا أن نقدم احتجاجاً أمام الحكومة اللبنانية وأن نوضح لها، كما نفعل إزاء المشروع النووي الإيراني، أنه في حال لم تنجح المساعي الدبلوماسية [في نزع سلاح حزب الله]، فإن هناك خياراً آخر "مطروح على الطاولة" من شأنه أن يغير الوضع في سورية وأن يؤدي إلى وقف سفك الدماء.