· إن حملة الاحتجاج الاجتماعية التي استؤنفت من جديد في نهاية الأسبوع الفائت، تأتي هذه المرة في ظل انتهاء التخبط في موضوع هوية المنخرطين فيها، فنحن الآن نعرف من نكون، وما الذي نريده: نريد إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، ونريد حكومة تعرف وتتذكر أن مواطنيها أكثر أهمية وأولوية من أصحاب رؤوس الأموال، ونحن فخورون بطريقنا، ولم نعد نخشى القول بصراحة ووضوح: نحن يساريون!
· نحن يساريون لأننا نعتقد أنه ينبغي العمل فوراً على زيادة الضريبة المفروضة على الشركات، وزيادة ضريبة التركة، وإيقاف خصخصة الخدمات الحيوية للمواطنين من أجل مكافأة المقربين بملايين أخرى، أو بسبب الاعتقاد أن المنافسة الشرسة في الاقتصاد تفضي إلى مجتمع سليم وأخلاقي.
· نحن يساريون لأننا نرى أن هناك علاقة مباشرة بين تصريحات عضو الكنيست أوري أريئيل ["الاتحاد الوطني"] المناهضة للمثليين، وعنصرية وزير الداخلية إيلي يشاي ضد اللاجئين الأفارقة، وعربدة اليمين المتطرف في "غفعات هأولبانا"، وتلكؤ نتنياهو في دفع عملية السلام قدماً.
· ونحن نعتقد أنه في الوقت الذي تسمح فيه الحكومة للمقاولين بالتصرف مع العمال الضعفاء كما يحلو لهم، فإنها تتجاهل في الوقت ذاته ضائقة اللاجئين [الأفارقة]، وتسمح باضطهاد وقمع المثليين، ولا داعي للحديث عما يتعرض له الفلسطينيون.
· لذا سنخرج هذا الصيف إلى الشوارع حتى نضع حداً لحكومة اليمين التي نشعر بالخزي والخجل من أعضائها. وإلى أن يتحقق ذلك، سنواصل التظاهر في الساحات والميادين، وسننصب خيم الاحتجاج، ونخل بـ "النظام العام" إلى أقصى حد ممكن. إن هذا النظام العام المقدس والمهم لدى رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، إلى الحد الذي أرسل فيه باسم هذا النظام أفراد الشرطة البلدية لينهالوا بعنف وقسوة على متظاهرات في العشرين من عمرهن، هو النظام الذي يسمح أيضاً باستمرار تهاوي وتدهور الطبقة المتوسطة إلى الفقر، ولذلك نحن نريد وضع علامة استفهام كبيرة على هذا النظام كله.
· هل الشجيرات في "جادة روتشيلد" [في تل أبيب] تحظى بأفضلية أكبر من حرية التظاهر والتعبير؟ وهل شعار "المدينة النموذجية" الذي يرفعه خولدائي يبرر العنف من جانب الشرطة؟ ربما كانوا في بلدية تل أبيب يعتقدون ذلك، لكننا سنواصل التظاهر لنؤكد أن هذا النظام مريب في نظرنا، لأن مظاهر الظلم والإجحاف وانعدام العدالة التي يمثلها النظام الرأسمالي تتفاقم في ظلّه. إن النظام العام هو المشبوه في نظرنا وليس أفراد الشرطة الذين سنواصل هذا الصيف أيضاً تقديم الورود لهم، آملين ألاّ يكسروا أيدينا قبل أن نمدها نحوهم.
· في الصيف الفائت قالوا عنا إننا وديون أكثر من اللازم، ونحن نقول الآن إنه ربما حان الوقت في هذا الصيف لزمن الفوضى. لقد انطلق هذا الاحتجاج، ولم يعد يخشى من كونه "احتجاجاً سياسياً"، وربما كان قادة الاحتجاج قد حاولوا في السابق إخفاء الطابع الليبرالي لهذا الحراك الاحتجاجي، لكن ذلك انتهى ولن يتكرر من الآن فصاعداً. وقد علمتنا الأشهر القليلة الفائتة أنه ما من سبب وجيه يدعونا إلى الاختباء أو الخوف من المحافظين أو من الصهيونية الدينية، التي برهنت في الصيف الفائت على أن عدالتها الاجتماعية وقيمها الكبيرة تتوقفان عند حدود "الخط الأخضر".
لقد خرج عدد قليل من معتمري القبعات الدينية للتظاهر في الشوارع، ومثلهم خرج أيضاً مهاجرون من الاتحاد السوفياتي السابق، أو من العرب. ولا شك في أن توحدنا وسيرنا يداً بيد كفيلان بجلب مليون شخص للتظاهر في الميدان.