دلالات زيارة فلاديمير بوتين لإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       تتجلى أهمية زيارة الرئيس بوتين لإسرائيل في  جوهر حدوثها (بالإضافة إلى الموضوعات السياسية والأمنية والاقتصادية التي ناقشها مع القيادة الإسرائيلية). إن السياسة التقليدية الروسية إزاء منطقتنا تمتاز بعنصر الاستمرارية، فعلى مر العصور كان حكام روسيا يعتبرون الشرق الأوسط منطقة لهم فيها مصالح خاصة.

·       ويمثل بوتين هذه الاستمرارية في السياسة الروسية التقليدية مع فارق مهم بالنسبة إلى إسرائيل، وهو أنه على الرغم من تزايد العداء بين الغرب وروسيا (البعض يتحدث عن عودة الحرب الباردة)، فإن هذه الأخيرة لا تعتبر أن موقفها السلبي من إسرائيل يمكن أن يشكل رافعة لتحسين علاقاتها مع العالم العربي، وهي تنتهج سياسة متوازنة بين الطرفين العربي والإسرائيلي.

·       من مصلحة إسرائيل توطيد علاقاتها مع روسيا، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو تلك التي تتعلق بالشرق الأوسط، لكن من دون أن يجري ذلك على حساب تحالفنا مع أميركا. إذ تشمل علاقات التعاون بين روسيا وإسرائيل موضوعات تكنولوجية وعلمية متعددة، ومسائل لها علاقة بالغاز الطبيعي، لكن على إسرائيل أن تتنبه إلى تصاعد التوتر السياسي بين موسكو وواشنطن بشأن الموضوع السوري، وبشأن المنظومة الدفاعية ضد الصواريخ التي نشرتها واشنطن في أوروبا ضد إيران، والتي تعتبر موسكو أنها تشكل تهديداً وتحدياً لها. ويبدو أن اللقاء الذي جرى بين بوتين وأوباما، لأول مرة منذ أعوام في إطار اجتماع G-20 في مكسيكو، ساهم في زيادة حدة هذا التوتر.

·       ثمة مصلحة مشتركة بين إسرائيل وروسيا فيما يتعلق بالخطر الإسلامي، فالدولتان لا تنظران إلى الربيع العربي بنفس النظرة المتفائلة التي ينظر بها الأميركيون إليه، لكن هناك موضوع يشكل نقطة خلاف واضحة بين موسكو والقدس، هو الموضوع النووي الإيراني. صحيح أن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء تلكؤ الغرب الذي يعطي أحياناً الانطباع بأنه يريد منع عملية عسكرية إسرائيلية أكثر مما يريد كبح تحول إيران إلى دولة نووية، لكن قلقها من روسيا أكبر لأنها تساعد المشروع النووي الإيراني بوسائل متعددة (على الرغم من تصريحاتها بأن هذه المساعدة ليست موجهة لأهداف عسكرية).

فهل ستساهم زيارة بوتين في التقريب بين المواقف أم في زيادة حدة الخلافات؟