حان وقت التخطيط لإخلاء مستوطنات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • إن كل خطوط بيننا وبين الفلسطينيين، سواء باتفاق من خلال المفاوضات أو بصورة مستقلة من جانب إسرائيل، ستستوجب إخلاء مستوطنات يسكنها عشرات آلاف السكان، مع الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى التي تشتمل على أغلبية المستوطنين. وفي الحالتين، فإن الأمر يتطلب قراراً شعبياً سواء من خلال انتخابات عامة أم عبر استفتاء عام.
  • من المحتمل ألا تؤدي جولة المفاوضات الحالية، وربما جولات إضافية في المستقبل، إلى اتفاق دائم يرسي مصالح إسرائيل الوطنية على أسس ثابتة، مما سيجبرها على اتخاذ خطوات تهدف إلى رسم الحدود وفرض واقع دولتين لشعبين بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
    وسيتعين علينا عندئذ استيعاب المستوطنين الذين سيعودون إلى داخل حدود إسرائيل سواء باتفاق أو من دونه. كما يجب إعداد الجيش الإسرائيلي لينتشر في الأماكن التي ستُخلى في وادي الأردن إلى أن تنتقل المسؤولية الأمنية إلى طرف نقبله. والمطلوب حالياً عملية استعداد وطنية شاملة مسؤولة وحذرة تستند إلى خطة مادية ومدنية وأمنية وإلى حوار داخلي إسرائيلي، من أجل تحضير الجمهور والبنى التحتية الوطنية.
  • في أعقاب الانفصال عن غزة في صيف 2005، عين الكنيست لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاضي محكمة العدل العليا السابق إلياهو متسا. وتطرقت هذه اللجنة في تقريرها إلى سيناريو إخلاء مستوطنات في المستقبل، وجاء فيه: "يتحمل رئيس الحكومة مسؤولية التحضير المسبق اليوم قبل الغد، للاحداث المستقبلية التي تتطلب إعادة إسكان مواطنين والتعويض عليهم.. إن التحضير المسبق والدقيق وحده يستطيع أن يقلص بصورة كبيرة الضرر الذي قد يلحق مستقبلاً بهؤلاء المواطنين".
  • وقد نشرت نتائج التحقيق الذي قامت به اللجنة وتوصياتها في سنة 2010، لكن حتى الآن لم يطبق من ذلك شيء، فالأجهزة الرسمية والسياسية والحزبية غير مهتمة على الإطلاق. والأمر المثير للدهشة، أنه حتى الصحافة الاستقصائية التي مهمتها الكشف عن التقصير قبل حدوثه، لا تبدو مهتمة بمدى استعداد الحكومة للتغييرات الجغرافية والديمغرافية في حال اضطرت إسرائيل إلى ترسيم خط حدود يضمن لها أغلبية يهودية صلبة.
  • إن الاستعداد المسبق منذ الآن شرط ضروري لمواجهة التحدي المعقد المتمثل بإعادة مستوطنين إلى إسرائيل. ومما لا شك فيه، أن المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون اليوم شرقي الجدار الأمني سيدفعون ثمناً فردياً وجماعياً بتخليهم عن مشروع حياتهم الأيديولوجي. ويتعين علينا منذ اليوم السماح لهؤلاء الذين يسكنون في مناطق لن تبقى ضمن حدود إسرائيل، بالعودة إلى البلد، إذا رغبوا في ذلك قبل التوصل إلى اتفاق، بعد حصولهم على تعويض مناسب.
    هذا واجب الدولة تجاه مواطنيها وينبغي عدم تأجيل هذا القرار. ويجب على الحكومة أن تقوم فوراً بتنفيذ توصيات لجنة متسا لاستيعاب الذين سيجري إخلاؤهم من دون الإضرار بهم، كما أن عليها إعداد البنية التحتية اللازمة لذلك ومنع حدوث شرخ داخلي بين الشعب.
  • إن الحس بالمسؤولية الوطنية والاتزان اللذين يبديهما رئيس الحكومة في مواجهة السباق النووي الذي تخوضه طهران، مطلوبان هنا في الداخل لمواجهة الانفصال عن الفلسطينيين.
 

المزيد ضمن العدد 1780