استهداف السفارة الإيرانية في بيروت معناه أن إيران وحزب الله باتا هدفاً لهجمات الجهاد العالمي في لبنان وسورية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • يشكل الهجومان الانتحاريان اللذان استهدفا السفارة الإيرانية الواقعة في منطقة الجناح، معقل حزب الله في بيروت، تصعيداً ومرحلة جديدة في المواجهة الدائرة بين إيران والحزب وبين أطراف المعارضة في سورية ولبنان. ويأتي ذلك بعد تدخل إيران والحزب بقوة في الحرب الأهلية في سورية خلال السنة الأخيرة، وتحولهما إلى سند أساسي لنظام الأسد.
  • واتضاح هذه الحقيقة للأطراف التي تقاتل نظام دمشق، وفي طليعتها التنظيمات التابعة للجهاد العالمي في سورية ولبنان، أدى إلى اقتناعها بأن عليها أن تقاتل إيران والحزب في لبنان أيضاً إذا أرادت تغيير المعادلة في المعركة الدائرة في سورية.
  • وجرى التعبير عن هذه القناعة قبل بضعة أشهر عندما هاجمت أطراف تنتمي إلى الجهاد العالمي معقل الحزب في الضاحية بسيارة مفخخة، وبإطلاق صواريخ على مواقع تابعة له في البقاع وفي سورية. وكانت هذه العمليات هي السبب الذي دفع الحزب إلى المطالبة بتدخل الجيش اللبناني والسماح له بالدخول إلى الضاحية الجنوبية.
  • خلال الأشهر الأخيرة هدّد عدد من الناطقين باسم الجهاد العالمي في لبنان وسورية علناً بالقيام بهجمات ضد حزب الله انتقاماً منه لتدخله في سورية ومشاركته في قتل المدنيين والقتال إلى جانب جيش الأسد. وازدادت وتيرة هذه التهديدات بصورة خاصة بعد معركة القصير حيث كان لمقاتلي الحزب الدور الأساس.
  • ويدل اختيار السفارة الإيرانية في بيروت هدفاً للهجوم بكل وضوح على ارتفاع في مستوى العمليات التي تقوم بها التنظيمات الإسلامية – الجهادية في سورية ولبنان بهدف اثبات قوتها وضرب ما تعتبره رأس الأفعى والمحور الأساسي للعمليات العسكرية الموجهة ضدهم في سورية. كما أن إعلان كتائب عبد الله عزام اللبنانية مسؤوليتها عن الهجومين اللذين قام بهما انتحاريان، يرجح وقوف الجهاد العالمي وراءهما.
  • ويرمز الهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت الى نهاية مرحلة الحصانة التي استفادت منها إيران حتى اليوم، والرسالة التي حملها الهجوم واضحة وهي: بدءاً من اليوم، فإن جميع الممثليات الإيرانية والسفارات وقوات الحرس الثوري في سورية ولبنان باتت هدفاً أساسياً لعمليات جميع التنظيمات التي تنتمي إلى الجهاد العالمي في سورية وفي لبنان على حد سواء. وفي طليعة هذه التنظيمات "كتائب عبد الله عزام" و"جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" [داعش]، التي تخوض معركة عسكرية وإرهابية في سورية إلى جانب عشرات التنظيمات الإسلامية المحلية الأخرى.
  • والآن ستضطر إيران وحزب الله إلى تجرع الكأس المرة التي أذاقوها العالم عندما كانا أول من أدخل نمط العلميات الانتحارية إلى سجل الإرهاب العالمي. ومما لا شك فيه أن قيام انتحاريين بالهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت تكذيب صارخ لمحاولات إيران وحزب الله إلقاء التهمة على إسرائيل بأنها هي المسؤولة عن الهجوم.
  • وعلى الرغم من التوجه الطبيعي في إسرائيل للشعور بالسرور لكون إيران وحزب الله يذوقان اليوم الطعم المر للإرهاب، فإنه يتعين على القدس ألا تنسى أن المخططين لهذه الهجمات هم أعداء ألداء لإسرائيل، وأن سلاحهم في المستقبل سيوجه ضدها.
 

المزيد ضمن العدد 1780