المرشحان لزعامة حزب العمل لا يقدمان بديلاً سياسياً لليمين في السلطة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • قبل يومين من الانتخابات الداخلية في حزب العمل، يبدو كل شيء هادئاً من دون اثارة ولا تغطيات اعلامية أو توقعات. ليس هذا من قبيل المصادفة، فالذي يفكر في الترشح لزعامة حزب العمل يتعين عليه أن يلبي ثلاثة شروط: الأول أن تكون لديه فرصة حقيقية لأن ينتخب رئيساً للحكومة؛ الثاني أن يكون لديه سلم أولويات واضح يختلف عن سلم أولويات تكتل اليمين والمتدينين؛ والثالث أن يكون صاحب شخصية قوية. والمرشحان لرئاسة حزب العمل [الزعيمة الحالية للحزب شيلي يحيموفيتس ويتسحاق هرتسوغ]، لا يستوفيان الشرط الأول.
  • المسألة بسيطة للغاية. لا وجود للديمقراطية من دون بديل واقعي. وعندما لا يوجد مثل هذا البديل، تصبح السلطة معادية للديمقراطية وفاسدة. وحزب العمل ليس شأنه شأن حركة حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] ولا حركة ميرتس، ولا حزب شاس، لأن مبرر وجود هذا الحزب يكمن في أنه يشكل بديلاً واقعياً للسلطة. ومن يلعب دور مرشح حزب العمل من دون أن تعتبره أغلبية الجمهور مرشحاً محتملاً لرئاسة الحكومة، يساهم باستمرار حكم اليمين إلى أبد الآبدين.
  • إن اليمين الإسرائيلي اليوم لم يعد مزحة، فهو وحده في الساحة ولا بديل له، وهو يمين عنصري، فاشي، رأسمالي ومتطرف، يساهم في تشدد الحاخامين ويقضي على الديمقراطية. وكل من يسمح لمثل هذا اليمين بالبقاء في السلطة من دون خوف من البديل، يعرض إسرائيل للخطر.
  • والمطلوب في مواجهة هذه الثقافة اليمينية، ثورة شاملة سياسية وقانونية وثقافية. وثمة فرصة لمثل هذه الثورة لأن تكتل اليمين الديني لا يملك أغلبية ثابتة وسط الجمهور، فعندما ظهر بديل عنه بزعامة رابين ثم باراك، انهزم. لكن من أجل تحقيق هذه الغاية، ثمة حاجة إلى الإحساس بضرورة توحيد قوى كل من لا يعتبر نفسه يمينياً دينياً.
  • من المحتمل أن يشكل كل من يحيموفيتس وهرتسوغ مرشحين شرعيين إذا استغلا الوقت الباقي من أجل بناء زعامة غير يمينية لها فرصة للفوز في الانتخابات.
 

المزيد ضمن العدد 1779