مهاجمة إيران مهمة صعبة ومعقدة لكنها ممكنة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • إن التقديرات التي تشير إلى قدرة عسكرية إسرائيلية على مهاجمة البنية التحتية للمشروع النووي في إيران وإلحاق دمار كبير بها، تقديرات موثوقة. ومن أجل القيام بهذه العملية، كل المطلوب هو الوصول إلى هدف الهجوم البعيد، والتغلب على منظومات الدفاع، وتدمير الأهداف.
  • بصورة عامة، هناك تضخيم في تقدير عدد المنشآت الإيرانية التي يجب تدميرها كي نلحق ضرراً فادحاً في البنية التحتية النووية. فمن المعروف أن العنصر الضروري من أجل صنع القنبلة النووية هو اليورانيوم المخصب (بنسبة تفوق 90%). وبناء على ذلك، فإن منشأتي نتانز وفورد فقط هما اللتان يجب معالجتهما. أما المفاعل الذي يجري بناؤه في أراك والمعد لإنتاج البلوتونيوم (مادة انشطارية يمكن استخدامها في صنع القنبلة)، فهو لم يوضع بعد قيد الاستخدام، لكنه يشكل أيضاً هدفاً للقصف (مثلما حدث للمفاعل العراقي الذي دمر سنة 1981).
  • سلاح الجو الإسرائيلي هو الذراع الطويلة لإسرائيل، وهو قادر على التعامل مع الأهداف البعيدة. واستناداً إلى تقارير أجنبية، يملك هذا السلاح أكثر من 400 طائرة حربية، مما يجعله سلاحاً كبيراً بمعيار عالمي. وضمن قواته طائرات F-151 (راعَم) التي تعتبر من أكثر الطائرات تقدماً في العالم، وتستطيع الوصول إلى مسافات بعيدة محملة بكميات كبيرة من السلاح الدقيق.
  • كما يملك سلاح الجو الإسرائيلي عدداً من الطائرات المخصصة للتزويد بالوقود في الجو، والتي تسمح بتمديد مسافة الطيران وصولاً إلى إيران. وتشير التدريبات التي قام بها سلاح الجو لعشرات الطائرات على الطيران مسافات بعيدة وحظيت بتغطية صحافية، إلى امكانية الوصول إلى تلك الأهداف.
  • إن المسار الذي ستسلكه الطائرات الإسرائيلية نحو الأهداف "النووية"، من شأنه أن يمر فوق دول عربية. لكن بعكس ما كان عليه الحال في الماضي، فإن هناك هذه المرة إمكانية لغض النظر وحتى للتعاون من جانب هذه الدول، لأن العالم العربي السنّي يتخوف كثيراً من حصول إيران على القدرة النووية.
  • علاوة على ذلك، يملك الجيش الإسرائيلي قدرات عالية في مجالات تكنولوجية متعددة من شأنها التشويش أو اسكات منظومات الدفاع الجوي. وكشفت التقارير التي تحدثت عن العمليات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية والسودان بعد إصابة الأهداف، عن هذه القدرات. ومن المحتمل أن تكون لدى إيران منظومات دفاعية أفضل قادرة على تدفيع إسرائيل الثمن، لكن من الصعب افتراض أن هذه المنظومات قادرة على منع هجوم ناجع.
  • بيد أن المسألة الأهم هي القدرة على تدمير الأهداف الموجودة تحت الأرض. وقد زودت الإدارة الأميركية إسرائيل بقنابل قادرة على اختراق المخابئ تحت الأرض، ويمكننا افتراض أن الصناعات الأمنية الإسرائيلية قادرة على تطوير وإنتاج وسائل قتالية مشابهة.
  • ومن المحتمل أن تتطلب العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران وجوداً برياً، تحديداً من أجل ضمان تدمير الأهداف. وتستطيع الوحدات الخاصة للجيش الإسرائيلي القيام بهذه المهمة.
  • لكن علينا ألا ننسى أن الهجوم الإسرائيلي ضد البنية التحتية النووية الإيرانية عملية عسكرية معقدة تكتنفها الكثير من المخاطر. لكن الحكمة والاصرار الإسرائيليين من شأنهما أن يحولا هذه العملية إلى نجاح كبير.
 

المزيد ضمن العدد 1779